الحركة الإسلامية
والفرصة السانحة
بقلم: أ.د. حاكم
المطيري
الأمين العام لمؤتمر
الأمة
٢٨ / ٦ / ١٤٤٧ هـ
١٩ / ١٢ / ٢٠٢٥م
كانت معركة غزة، فرصة تاريخية لتنحاز الحركة الإسلامية إلى الأمة وشعوبها
في معركتها ضد الحملة الصليبية التي افتتحها بوش الثاني ٢٠٠١م بغزو أفغانستان والعراق،
واحتلالهما، تحت شعار مكافحة الإرهاب، وقد وقفت الحركة آنذاك -كما وقف النظام العربي
الوظيفي- في خندق هذه الحملة، ورفعت شعاراتها، وشاركت في الحكومات التي فرضها المحتل
الأمريكي في أفغانستان، والعراق، ظنا منها أنها بذلك ستكون جزءا من المعسكر الغربي
الديمقراطي!
ومضت مع ترتيبات الولايات المتحدة في المنطقة بما في ذلك المشاركة في الانتخابات
التي رعتها بإشراف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في الضفة وغزة سنة ٢٠٠٦م والالتزام بتفاهمات
أوسلو، حتى انتهى الأمر بها الى التطبيع مع المحتل الصهيوني حيث وافق عليه الرئيس السوداني
عمر البشير ٢٠١٦م ووقعه الرئيس البرهان في أكتوبر ٢٠٢٠م، ثم حكومة العدالة برئاسة العثماني
في المغرب في ديسمبر ٢٠٢٠م!
وقد جاء حصار غزة وإبادة شعبها - الذي شاركت فيه الولايات المتحدة والحملة
الصليبية بشكل عسكري مباشر وحشدت أساطيلها البحرية لمنع أي تدخل لإنقاذها - لتراجع
الحركة الإسلامية سياساتها تجاه هذا العدو، وتتخلى عن رهانها عليه في التغيير والإصلاح
في العالم العربي، وجاء تصنيف ترامب لها بالإرهاب مؤكدا ضرورة هذا الانحياز، وأنه آن
لها أن تدرك حقيقة الصراع في المنطقة، وأن العالم العربي ما يزال تحت نفوذ الحملة الصليبية
وقواعده العسكرية من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي، وأن حكوماته الوظيفية نتيجة
لهذا الاحتلال الأوربي الأمريكي منذ إلغاء الخلافة سنة ١٩٢٤م، وليست سببا له، وأنه
لا حرية للشعوب ولا ديمقراطية - مزعومة - بلا سيادة لدولها، وقبل تحريرها وتحررها،
وأن تجربة مائة عام كافية لاكتشاف هذه الحقيقة! وأن وصف العدو لها بالإرهاب وسام شرف
لا يحتاج إلى بيانات استجداء للعدو للتراجع عنه! بل يوجب عليها المضي إلى خندق الأمة،
والتحرر من أوهام الدعوة السلمية القاديانية والأخذ في طريق ذات الشوكة ﴿وتودون أن
غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق
الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون﴾ [الأنفال: ٧-٨]
﴿إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله
على كل شيء قدير﴾ [التوبة: ٣٩].
﴿وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم﴾ [محمد: ٣٨].