القاديانية الخليجية
وسبيل المجرمين
(٩ - ١١)
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
١٢ / ٥/ ١٤٤٧هـ
٣ / ١١ / ٢٠٢٥م
تكمن خطورة" القاديانية الخليجية" في أنها لا تفرق بين:
١- "سبيل الله" الذي أمر الله المؤمنين بلزومه والجهاد فيه فقال:
﴿وقاتلوا في سبيل الله﴾، و"سبيل الطاغوت" الذي أمر الله باجتنابه، وعدّ من
يقاتل في سبيله كافرا ﴿والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت﴾، وجعل الله الكفر به
شرطا للإيمان به سبحانه فقال: ﴿فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى﴾،
وحذر من التحاكم إليه فقال: ﴿يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به﴾،
بينما كل طاغوت عند "القاديانية الخليجية" هو "ولي أمر"! يجب عندهم
القتال معه وفي سبيله! ويجب تحكيمه والتحاكم إليه والسمع والطاعة له ويحرم الخروج عليه
ولو بالكلمة، لا فرق عندهم بين إمام جائر يحكم بالإسلام ويحتكم إليه، وآخر كافر لا
يحكم به ولا يحتكم إليه!
٢- ولا تفرق "القاديانية الخليجية" بين "سبيل المؤمنين"
الذي أوجب الله على كل مؤمن لزومه فقال: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى
ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾، و"سبيل المجرمين"،
الذي أمر الله باستبانته حتى يتقيه المؤمنون فقال: ﴿ولتستبين سبيل المجرمين﴾، فجعلت
القاديانية اتباع المجرمين وطاعتهم والسمع لهم وحبهم والدعاء لهم من الإيمان والسنة
والدين!
فلم يفرقوا بين من فرق الله بينهم حكما وجزاء فقال: ﴿أفنجعل المسلمين كالمجرمين
. ما لكم كيف تحكمون﴾! بل جعلوا المجرمين خيرا من المسلمين وولاة لهم وعليهم!
وقد فرق النبي ﷺ في المعاملة حتى بين أئمة العدل والجور من خلفاء المسلمين فقال: (سيكون
بعدي أمراء يكذبون ويظلمون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس
مني، ولست منه، وليس بوارد علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم، ولم يعنهم على ظلمهم، ولم
يصدقهم بكذبهم، فهو مني وأنا منه، وهو وارد علي الحوض)، فعارضت "القاديانية الخليجية"
ذلك كله، فجعلت الدخول على الطغاة المجرمين -دع عنك أئمة الجور المسلمين- قربة وطاعة،
وتصديقهم نصيحة، وإعانتهم فريضة، وطاعتهم طاعة لله!
٣- ولا يفرق دعاة "القاديانية الخليجية" بين "أولياء الله"
الذين أوجب الله توليهم ونصرتهم ومحبتهم ﴿ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
. الذين آمنوا وكانوا يتقون﴾، وأولياء الشيطان وحزبه الذين أمر الله بقتالهم ﴿فقاتلوا
أولياء الشيطان﴾، بل زاد غلاتهم على المساواة بين الفريقين حتى عادوا المؤمنين، ووالوا
الكافرين والمنافقين بدعوى أنهم سادتهم وأولياء أمرهم ﴿وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا
وكبراءنا فأضلونا السبيلا﴾!
وحتى انحازوا -بدعوى مكافحة الإرهاب والتطرف- إلى الحملة الصليبية ودولها
الوظيفية في حربها على الأمة وشعوبها ومجاهديها في أفغانستان ٢٠٠١ والعراق ٢٠٠٣ والشام
٢٠١٤ وغزة ٢٠٢٣م!
وصاروا يصمون المجاهدين في سبيل الله دفاعا عن دينهم وأرضهم وأنفسهم وأطفالهم
بأنهم فرق خارجية، وليسوا من أهل السنة والجماعة! وأن ما هم عليه وما عليه طغاتهم الذين
يقاتلون تحت راية الصليب هو مذهب أهل السنة والجماعة وسلف الأمة!
فلم يبق للشيطان معهم عمل فقد كفوه المؤنة!
٤- ولا يفرقون بين "هدى الله" الذي أوجب اتباعه، و"خطوات
الشيطان" الذي حذر الله من اتباعها ﴿ولا تتبعوا خطوات الشيطان﴾، فدعت "القاديانية
الخليجية" إلى اتباع خطوات الشيطان، وطاعة أوليائه، ولزومها اتباعا للسنة وسلف
الأمة! فأضلهم الطاغوت والشيطان ضلالا بعيدا كما قال الله في أسلافهم: ﴿ألم تر إلى
الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت
وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا﴾ [النساء: ٦٠].
٥- ولا يفرق دعاة "القاديانية الخليجية" بين دعوة الإسلام، التي
دعا إليها القرآن وأقامها، ودعوة "الجاهلية" التي أبطلها وهدمها وحرمها بكل
صورها سواء العصبية القومية والوطنية كما قال الله عنها: ﴿إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم
الحمية حمية الجاهلية﴾، وأحكامها الجاهلية ﴿أفحكم الجاهلية يبغون﴾، وأخلاقها ﴿ولا تبرجن
تبرج الجاهلية﴾، فلم يروا في استباحة شيء من ذلك كله ما يقدح في ولاية من استحلها،
ولا ما يوجب إنكاره عليهم علانية، ولا تحذير المسلمين منه! وقد فعل هؤلاء الطغاة من
استباحة الدماء والأموال والأعراض والمحرمات والفواحش وحمايتها بالقانون أشد مما فعله
القرامطة في القرن الثالث!
فعطل دعاة "القاديانية الخليجية"
كل النصوص القرآنية والنبوية التي توجب خلعهم وعزلهم وتغيير منكرهم عند القدرة كقوله
ﷺ: (إلا أن تروا كفرا بواحا)، وقوله: (فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن)، وقوله:
(سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر)، وقوله: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان
جائر)، أو اعتزالهم عند عدم القدرة كقوله ﷺ عنهم: (دعاة على أبواب جهنم… فاعتزل تلك الفرق)!