القاديانية الخليجية
وحرب غزة
(٢ - ٣)
بقلم: أ.د. حاكم
المطيري
٢٦ / ٤/ ١٤٤٧هـ
١٨ / ١٠ / ٢٠٢٥م
كشف العدوان الصهيوني على غزة مدى خطورة "القاديانية الخليجية"
وشدة انحرافها العقائدي الذي بلغ بها حد الوقوف ضد جهاد أهل غزة والطعن في مجاهديها
وهم يدافعون عن أرضهم وأنفسهم! كما وقفت قبل ذلك ضد جهاد أهل أفغانستان والعراق للمحتل
الأمريكي!
فحيثما توجد الحملة الصليبية والمحتل الأمريكي ودوله الوظيفية؛ توجد
"القاديانية الخليجية" في الخندق نفسه!
وهو توافق يكاد يتكرر في كل معركة بين الأمة وعدوها في كل ساحات الصراع
معه ومع وكلائه وعملائه! لتختلق لكل ساحة من ساحات الجهاد شبهة شيطانية لصرف الناس
عن نصرة شعبها:
١- فتارة باسم وجوب طاعة ولي الأمر الذي يمنع من نصرة بلدان المسلمين المعتدى
عليها ونصرة المجاهدين فيها!
٢- وتارة بدعوى عدم وجود القدرة على دفع العدو، فالقتال حينئذ بزعمهم من
الفساد لا الجهاد!
٣- وتارة بدعوى أن المجاهدين بلا أمير وراية واحدة! فإن كان لهم أمير واحد
كما الملا عمر في أفغانستان قالوا رايتهم بدعية ليست على الكتاب السنة! في الوقت الذي
يوجبون طاعة حكومات إباحية لا دين لها!
وقد رأت الأمة وشعوبها كيف بلغ غيظ دعاة "القاديانية الخليجية"
على مجاهدي غزة وشماتتهم بهم وسخريتهم منهم بالصوت والصورة ﴿وما تخفي صدورهم أكبر﴾،
حتى لم يعد هناك فرق بين ما يروجونه ويقولونه وما يروجه العدو الصهيوني!
فنفوا عن قتال أهل غزة صفة الجهاد في سبيل الله الذي أوجبه الله عليهم
بنص القرآن لكل معتدى عليه ﴿أذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير
. الذين أُخرجوا من ديارهم﴾ ﴿وقاتلوا في سبيل
الله الذين يقاتلونكم﴾ بل عدوا جهاد أهل غزة
من الفساد في الأرض الذي يجب قتل من سعى فيه تماما كما يقول العدو الصهيوني!
ونفوا عن قتلى أهل غزة ومجاهديها وصف الشهادة التي أثبتها الله لكل مقتول
في سبيله بنص كتابه وبنص رسوله ﷺ وقوله: (من قُتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل
دون أهله فهو شهيد)، و(من قتل دون حقه فهو شهيد)، وأجمع الفقهاء على إثبات الشهادة
وأحكامها الدنيوية بالجملة -كعدم غسل الشهيد ودفنه بملابسه وعدم الصلاة عليه- لكل قتيل
للمسلمين في حربهم مع الكفار!
وبلغ الأمر أن صرحوا بأنه لا يجب على المسلمين أصلا نصرتهم مع قوله تعالى:
﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين﴾ وقوله: ﴿وإن استنصروكم في الدين فعليكم
النصر﴾ وقد أجمع فقهاء الأمة في هذا العصر على وجوب القتال لتحرير #القدس و #المسجد
الأقصى وأرض #فلسطين ونصرة أهلها وأنه فرض عين!
ثم زعمت "القاديانية الخليجية" بأن الوقوف مع مجاهدي غزة هو
وقوف مع حكومتها المدعومة من إيران ومن نصرهم فقد نصر إيران! بينما حكوماتهم التي يوجبون
على شعوبهم طاعتها حليفة للمحتل الأمريكي الصهيوني؛ فيلزم من ذلك أن من وقف معها وأطاعها
فقد أطاع العدو المحتل!
مع أن أهل غزة جميعا شاركوا في القتال وبكل فصائلهم دفاعا عن أرضهم كما
أوجب الله عليهم، والواجب على كل مسلم نصرتهم شرعا دون نظر لما يقع منهم أو من بعضهم
أو من حكومتهم من مخالفات شرعية، إذ النصرة للمظلوم هي في دفع الظلم والعدوان عنه وإغاثته،
ولا تقتضي موافقته على رأي أو فعل آخر غير مشروع، ولو أخذ بهذا اللازم لما وجبت نصرة
مظلوم قط، إذا لا يخلو مظلوم من تقصير في قول وفعل فيكون من نصره قد شاركه في تقصيره
مع عموم قوله ﷺ -كما جاء في الحديث- (أمرنا رسول الله ﷺ بنصرة المظلوم)!
وهذا الأخذ باللوازم الباطلة يقتضي بطلان فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم
مفتي المملكة العربية السعودية بوجوب نصرة ثورة الجزائر على فرنسا بقيادة جبهة التحرير
الوطني؛ لأنه خالف الكتاب والسنة والسلفية بنصرتهم ونصرة ثورتهم التي كانت مسلحة، وخرج
الشعب الجزائري كله لنصرتها بالمظاهرات والإضرابات، وامتدت من سنة ١٩٥٤ إلى إعلان الاستقلال
سنة ١٩٦٢م، وذهب فيها أكثر من مليون شهيد، ودمرت مدن الجزائر، وهجّر أهلها بالملايين!
كما أفتى ابن إبراهيم للمجاهدين في الجزائر بأن للأسير منهم -إذا خشي على
نفسه أثناء التعذيب من الاعتراف على من وراءه من المجاهدين- أن يقتل نفسه!
كما يقتضي قولهم بطلان فتاوى الشيخ ابن باز الذي أفتى بنصرة الشعب الفلسطيني
بقيادة منظمة التحرير وياسر عرفات دون اشتراط القدرة لصحة جهادهم ووجوب نصرتهم، ودون
اشتراط وحدة الراية مع كثرة راياتهم، ودون اشتراط صحة منهجهم عملا بأصل الجهاد مع كل
بر وفاجر!
وكذا فتوى ابن باز في نصرة الشعب الأفغاني في جهاده ضد روسيا، ونصرة الشعب
السوري في ثورته على حافظ الأسد سنة ١٩٨٢م مع فشلها!
وكذا بطلان فتاوى الشيخ ابن عثيمين وغيرهم من علماء السلفية في نجد التي
صدرت في وجوب نصرة كل شعب مسلم تعرض لاحتلال العدو الكافر، كالمسلمين في البوسنة، وكوسوفا،
والشيشان، وفي كل مكان، دون الشروط التي تشترطها "القاديانية الخليجية" لتعطيل
الجهاد كما يريد المحتل الأمريكي!