(الترتيبات البريطانية لإقامة دولة الكويت وتحديد حدودها مع الرياض)
بقلم د. حاكم المطيري
Ommah 2000@yahoo.com
كانت الكويت كميناء، والرياض كمدينة، بلدتين تابعتين لدولة واحدة هي الدولة العثمانية إلى الحرب العالمية الأولى سنة 1914م - 1918م، تلك الدولة التي ورثت العالم العربي والإسلامي، وقامت بحمايته، وحافظت على وحدته نحو خمسة قرون تقريبا، حتى جاء المشروع البريطاني والحملة الصليبية على العالم الإسلامي، التي احتلته ثم قسمته إلى دويلات طوائف، وفق مصالحها الاستعمارية، ليبدأ الصراع بين هذه الدويلات على الحدود المصطنعة، التي سيكون لبريطانيا الدور الرئيس في رسمها وتحديدها، بعد أن أخلفت وعدها للشريف حسين بإقامة مشروع الوحدة (المملكة العربية المتحدة) التي تضم الجزيرة العربية والعراق والشام تحت حكم الشريف حسين، وسيكون البديل مشروع التجزئة (العراق، سوريا، الأردن، فلسطين، لبنان، السعودية، اليمن، عمان، الكويت، البحرين، قطر، ساحل عمان)!
وبعد أن فرغت بريطانيا من ترتيب وضع العراق والأردن وفلسطين، وتركت سوريا لفرنسا، بدأت بريطانيا بترتيب إقامة كيانات في الجزيرة العربية تحت حمايتها، ومنفصلة عن بعضها، بما يخدم الوجود الاستعماري البريطاني في المنطقة!
بداية ظهور كيان الكويت :
في أثناء الحرب العالمية الأولى في شهر فبراير 1917م توفي جابر بن مبارك الصباح، وجاء بعده سالم بن مبارك الذي كان أكثر منه ميلا للدولة العثمانية، وأكثر تدينا، على خلاف حال أبيه مبارك، فقد (كان سالم متعصبا للإسلام، وكان يعتقد أن سياسة والده الموالية لبريطانيا موجهة ضد بلد إسلامي هو تركيا، في سبيل تأييد إنجلترا البلد الكافر، وفي تأييده للعثمانيين سمح الشيخ سالم للإمدادات أن تمر من الكويت عبر الصحراء إلى الأتراك في دمشق، وقد تلقى تحذيرا من الحكومة البريطانية بأنها ستسحب اعترافها بالكويت كمشيخة مستقلة تحت الحماية البريطانية، كما قامت بخطوة أخرى، وهي محاصرة الكويت اعتبارا من فبراير سنة 1918 إلى أن انتهت الحرب في ذلك العام) [1].
لقد كان سالم الصباح أكثر تساهلا مع قبيلة العجمان، التي كانت تشن غاراتها من جنوب العراق على قبائل ابن سعود عابرة أرضي الكويت، وبتواطئ مع قبيلة العوازم، التي بدأ ابن سعود يأخذ منها الزكاة مدعيا أنها من قبائله، مع وجودها في المنطقة الممتدة ما بين الكويت والإحساء - إذ لم تكن هناك آنذاك حدود، ولم تقم دول أصلا في المنطقة - وهو ما أجج حالة التوتر بين سالم وابن سعود - المشغول في المهمة البريطانية لتحييد حائل والهجوم عليها - وقد دفع ذلك سالم للتحالف مع العجمان، ليستعين بهم على حماية الكويت من جهة الجنوب، بعد تفاقم الأزمة بينه وبين ابن سعود، مما جعل بريطانيا تتدخل لحسم الموضوع[2].
وقد أرسلت الحكومة البريطانية في نوفمبر 11/1917الكابتن هاملتون الوكيل السياسي في الكويت إلى ابن سعود، ثم بعثت بعده جون فيلبي الذي اقترح لحل المشكلة ضم الكويت إلى ابن سعود الحليف الأقوى لبريطانيا في المنطقة - بعد أن كان مبارك هو حليف بريطانيا، الذي كان يسيطر على حركة ابن سعود ويوجهها وفق المشروع البريطاني - فقد قلبت بريطانيا ظهر المجن للكويت، بعد أن تضاءل دورها وأثرها في خدمة المشروع البريطاني، أمام أثر ابن سعود ودوره الذي بات يستحق أن تكون الكويت تحت سيطرته، وميناء من موانئ دولته، كما اقترح ذلك جون فلبي في رسالة رسمية لحكومته، التي أجلت النظر في الموضوع[3].
وقد أدرك سالم خطورة الوقوف أمام المشروع البريطاني الذي قد يفضي بضم الكويت إلى عدوه، وقبل سالم التفاهم مع ابن سعود، الحليف الرئيسي لبريطانيا بعد مبارك الصباح، وبدأ سالم بالتفاوض في شأن العجمان الذين أصر ابن سعود على جلائهم من الكويت، فقررت بريطانيا وضعهم تحت حمايتها إلى ما بعد انتهاء الحرب العالمية لمدة سنة، بشرط أن يخرجوا من الكويت، وأن لا يدخلوها في المستقبل، ولا يتزودون بالمؤن منها، وأن يستقروا في جنوب الزبير، على أن تقوم بريطانيا بإجراء مرتبات لشيوخهم بعد توقيعهم اتفاقية معاهدة مع بريطانيا بهذا الخصوص، ولا تشمل الاتفاقية العجمان الذين يشتغلون في الغوص في الكويت، ومن كان منهم من أهل مدينة الكويت أصلا[4].
المخطط البريطاني للسيطرة على القبائل وإخضاعها لحلفائها:
ولم تحل تلك الاتفاقية بين العجمان واستمرار هجماتهم على أراضي ابن سعود الذي ما زال يحاول فتح حائل، ففي شهر 7/1917م تحالفت قبائل من شمر مع العجمان على شن الغارات، وكانت بتواطئ من قبيلة العوازم، لتنفيذ هذه الهجمات عبر أراضي الكويت، مما أثار الأزمة مجددا بين سالم وابن سعود، وقد اقترح جون فيلبي ممثل بريطانيا في الرياض على رؤسائه في بغداد - بعد احتلال بريطانيا لها - أن يتم محاصرة قبيلة أسلم الشمرية وقبيلة العجمان، وأن يتم منعهم من التزود بالمؤن من الأسواق التي تحت سلطة بريطانيا، كما اقترح توجيه إنذارا لسالم الصباح بخلعه من الإمارة إذا لم يلتزم بأوامر بريطانيا بهذا الخصوص[5].
وقد قامت بريطانيا بأخذ تعهد على قبيلة العجمان وقبيلة شمر، وأخذت منهم رهائن للالتزام بالتعهد، واعتبرت أن كل من يخالف التعهد عدوا لبريطانيا وابن سعود، كما أمرت بريطانيا الكويت باحتلال آبار الجهراء والآبار الأخرى قرب مدينة الكويت، وأمرت ابن سعود باحتلال آبار الحفر، والقوات البريطانية باحتلال آبار صفوان[6].
وهذا دليل على عدم تبعية تلك الأراضي آنذاك للكويت أو للرياض، وأنها كانت خاضعة للقبائل التي تتبع تلك الآبار مناطق نفوذها، ولهذا طلبت بريطانيا من حلفائها احتلال تلك الآبار!
وكان الهدف هو محاصرة هذه القبائل ومنعها من الوصول إلى موارد المياه، وهي الآبار التي طالما تزودت منها هذه القبائل منذ مئات السنين!
وكانت هذه إحدى الخطوات التي اتبعتها بريطانيا لتدجين القبائل العربية وترويضها لسلطة حلفائها في المنطقة، ليسهل لها السيطرة عليها بعد ذلك وهو ما تحقق بالفعل.
كما استخدمت بريطانيا أسلوبا آخر في ترويض القبائل حيث قامت باقتراح من المعتمد السياسي البريطاني في الكويت هاملتن بعد محادثات أجراه مع ابن سعود في الرياض في نوفمبر 1917م من أجل تعزيز نفوذ ابن سعود بتحويل صرف(كل المخصصات المالية التي تقدمها بريطانيا - بعد سقوط الدولة العثمانية - لقبائل وسط الجزيرة العربية ومن ضمنها قبائل عنزة وعتيبة ومطير وسبيع وبني هاجر وقحطان والدواسر والمناصير والمرة وبني عبد الله من مطير والسهول والعجمان وشمر والظفير، ودفعها من خلال ابن سعود، واعتماد مقيم سياسي بريطاني لديه)[7].
فقد أصبحت القبائل - التي كانت تستلم مخصصاتها من الدولة العثمانية مباشرة سابقا، ثم من بريطانيا بعد احتلالها للمنطقة - تحت رحمة ابن سعود بعد أن صار دفع مخصصاتها المالية عن طريقه لاخضاعها لنفوذه وسلطته.
وقد نجحت الخطة البريطانية في محاصرة هذه القبائل حيث وافق العجمان على الرجوع إلى أراضيهم ودخولهم تحت سلطة ابن سعود، كما انخرط العوازم في حركة الإخوان الوهابية، وهو ما دفع سالم إلى البحث عن حلفاء آخرين فاستمال بعض قبائل مطير للوقوف في صفه[8].
وقد نصت الاتفاقية العثمانية البريطانية لسنة 1913م التي بموجبها تم تحديد مناطق النفوذ بينهما في مادتها السابعة على أن حدود الكويت مع نجد تبدأ من حفر الباطن مرورا بآبار اللصافة واللهابة والقرعة شرقا، والتي هي أراضي لقبيلة مطير، فكانت تمثل حاجزا قبليا بين سالم وابن سعود، مما حدا سالم إلى التحالف معها ضد خطر ابن سعود.
ولم يتم توقيع تلك الاتفاقية بين بريطانيا والدولة العثمانية بشكل نهائي، حيث قامت الحرب العالمية الأولى بينهما مما أبطل مفعول الاتفاقية، وقد وقعت بريطانيا مع ابن سعود معاهدة في ديسمبر 1915م - بعد أن ضمنت دخوله تحت حمايتها - نصت في المادة السادسة منها على أن حدود أراضيه سيتم تحديدها مع جيرانه فيما بعد، مما يؤكد أن بريطانيا لم تعترف بالحدود التي أشارت إليها اتفاقية سنة 1913م غير الموقعة[9].
خاصة أن تلك الحدود التي تضم الصمان إلى الكويت تم ادعاؤها من طرف مبارك بإيعاز من بريطانيا، لتحصل بريطانيا بموجبها على أكبر مساحة من الصحراء لمحميتها الكويت من الدولة العثمانية التي كانت تعيش أضعف مراحل تاريخها في تلك الفترة، إذ لم تكن سلطة شيخ الكويت قبل ذلك تتجاوز حدود أسوار المدينة، حتى بدأ المشروع الاستعماري البريطاني في المنطقة، والذي اتخذ مبارك وسيلة لتحقيق أهدافه، فكان أول شيخ يتطلع إلى الصحراء غربا.
وقد تزوج مبارك الصباح لتعزيز نفوذه غربا ابنة فهد الأصقه الدويش وأسكنها الجهراء[10].
وكما يقول لوريمر فقد جعل مبارك الصباح(من نفسه حليفا لقبيلة مطير وذلك بالزواج منهم، ومطير لهم شأنهم في نجد، ويعسكرون في الصمان، أو عند رأس خليج الكويت في الصيف)[11]، وحيث (يقطن جزء من الصمان التابع للكويت قبيلة مطير فقط، ويخيم عدد كبير منهم في الجهراء كل موسم)[12].
فقد كان هدف مبارك واضحا من توطيد علاقته بقبيلة مطير عن طريق التحالف والمصاهرة، إذ تسيطر القبيلة على الصحراء غربا، حيث تمتد الصمان العاصمة الصحراوية للقبيلة، لتشكل بذلك حاجزا قبليا بين كل من الكويت وحائل والرياض، وقد حاول كل من أرد توسيع نفوذ مدينته من شيوخ وأمراء هذه المدن الثلاث كسب القبيلة إلى صفه كما يقول لوريمر (ففي عام 1878م كانت علاقة قبيلة مطير مع ابن رشيد ودية، ولم يكونوا تابعين له في يوم من الأيام، وفي الصراع الطويل الذي نشب بين الأمراء الشمريين والوهابيين انضم رجال مطير إلى الدولة الجنوبية وشاطروها النصر النهائي، وقد أدى التحالف بين ابن سعود وشيخ الكويت أثناء الحرب إلى قيام علاقات أوثق، وكان شيخ الكويت يقوم بترتيب مع ابن سعود وبالنيابة عن ابن سعود بجمع الزكاة من القبيلة التي تعيش ضمن أراضيه، وبعد جمع الزكاة يقوم المزكي بدفع جزء منها للشيوخ الرئيسيين للقبيلة، ويحمل الباقي لشيخ الكويت، وهناك علاقة مصاهرة بين الكويت وقبيلة مطير، ورجال القبيلة مسلحون جيدا بالبنادق كما يليق بحليف للكويت)[13].
وقد أدى تنافس المدن الثلاث على كسب ود قبيلة مطير إلى انقسام القبيلة بين حلفائها كما قال لوريمر (وأثناء الصراع الأخير للسيطرة على أواسط الجزيرة العربية، أيد بنو عبد الله - من مطير - ابن رشيد، بينما وقفت أغلب القبيلة مع ابن سعود، حتى تمت هزيمة ابن رشيد نهائيا فعاد بنو عبد الله إلى هيكل القبيلة العام)[14].
لقد أراد سالم الصباح أن يقوم من خلال تحالفه مع بعض قبائل مطير بتأمين حدوده غربا، كما فعل والده من قبل، غير أن بريطانيا - وبعد أن وصلت إلى وسط الجزيرة العربية عن طريق ابن سعود الذي أصبح تحت حمايتها رسميا - لم تعد في حاجة خدمات شيخ الكويت، الذي لا يستطيع منافسة حليفها الجديد، فأصبحت بريطانيا تراهن على ابن سعود في ترسيخ أقدامها في الجزيرة العربية، بعد أن أثبت لها مدى إخلاصه وتعاطفه معها في الحرب العالمية الأولى.
الحصار البريطاني للكويت:
وقد ازدادت علاقة سالم الصباح سوء ببريطانيا بعدما ثبت لها عجزه عن قطع طرق الإمداد إلى الجيش العثماني في الشام التي تصل من طريق الكويت، وحيث يبدي سالم تعاطفا مع الدولة العثمانية التي تتعرض جيوشها في دمشق وفلسطين للحصار الاقتصادي البريطاني، وقد فرضت بريطانيا حصارا اقتصاديا على الكويت، وفرضت مراقبة صارمة على كل ما يرد على الكويت أو يخرج منها، وحددت في أواخر سنة 1917م للقبائل أسواقا خاصة هي الزبير والكويت والخميسية للتزود منها بالمؤن، وجعلت عليها مراقبين بريطانيين مهمتهم فرز القبائل المؤيدة لبريطانيا من المعادية لها، ويتم تزويد القبائل المؤيدة بالرخصة للشراء من هذه الأسواق، وتحرم القبائل المعادية من هذا الحق، خشية أن تهرب هذه القبائل المؤن لحائل أو الشام، والتي ما زالت تحت الحصار البريطاني من أجل احتلالها في المستقبل[15].
وقد حرض ابن سعود بريطانيا على محاصرة الكويت ومراقبتها للحيلولة دون خروج أي قافلة للدولة العثمانية ومن يقف معها، وأنه على بريطانيا أن تقضي على المشكلة في مهدها في الكويت، وقد فرضت بريطانيا حصارا بحريا وبريا على الكويت وهددت سالم المبارك باحتلال الكويت عسكريا، ومنعت أن يصل الكويت من الهند شيء من المؤن أكثر من حاجة المدينة وحاجة قبائلها المجاورة لها، والموالية لبريطانيا، واستمر الحصار على الكويت إلى أن انتهت الحرب العالمية الأولى في نوفمبر 1918م[16].
الاتفاق البريطاني مع قبيلة عنزة:
وفي الوقت الذي تم فيه فرض الحصار البريطاني على الأسواق الرئيسة - التي ترتادها القبائل في الجزيرة العربية والعراق والشام - لقطع الطريق على القوافل التي تزود الجيش العثماني والمناطق العربية التي لا تزال موالية للدولة العثمانية بالمؤون، قامت بريطانيا بدفع الأموال والمؤن لشيوخ القبائل الذين تعاونوا معها، كما فعلت مع شيخ شيوخ قبيلة عنزة فهد الهذال الذي خصصت له بريطانيا منحة مالية وتعهد بالمحافظة على السلم ومنع مرور البضائع عبر البادية، ومع أن خطر المجاعة لم تستثن منه البادية، غير أن عشيرة فهد تسلمت كميات كبيرة من الحبوب والتمور بشكل منتظم، فكانت الجموع الجائعة تعبر البادية ملتجئة إلى فهد، وكما قالت المس بيل :
(وما حل كانون الثاني حتى كان مائة ألف بدوي - من قبيلة عنزة وحدها - يخيمون على مقربة من فهد، وادعين سهلي الانقياد، مثل سلالات كلابهم، وخيلهم المشهورة، ولم يحدثوا أي اضطراب، بل قبلوا بمنة المؤونة التي زودوا بها، وعندما ملأ العشب ضروع نياقهم في الربيع أخذوا يرجعون إلى ديارهم) [17].
وبذلك نجحت بريطانيا في ترويض القبائل العربية والسيطرة عليها لصالح مشروعها الاستعماري في المنطقة، ومن أجل إقامة(دويلات الطوائف) على أنقاض الخلافة العثمانية!
معركة حمض بين سالم الصباح وقبيلة مطير:
وفي إبريل سنة 1920م قام تراحيب بن شقير الدويش وبعض قبيلة مطير ببناء هجرة( قرية) على آبار قرية، التي كانت موطنا منذ القدم لقبيلة مطير[18].
وقد رأى سالم أن ذلك اعتداء على حدود أراضيه الجنوبية بحسب الاتفاقية الانجلو عثمانية التي لم توقع، فاشتكى إلى الوكيل السياسي البريطاني في الكويت، كما أمر بمنع قبيلة مطير من دخول مدينة الكويت للتزود بالمؤن ليخضعها لسلطته، وقد عدت قبيلة مطير ذلك المنع بمثابة إعلان حرب عليها، إذ مدينة الكويت هي مصدر تزود القبيلة بالمؤن منذ قديم الزمان - وهو ما أقرت به الحكومة البريطانية التي حملت سالم تبعات مثل هذا المنع[19] - مما حدا القبيلة إلى قطع الطريق بين الكويت ونجد، والإغارة على أطرافها، فأرسل سالم جيشا بقيادة دعيج الصباح وعبد الله الجابر الصباح إلى (قرية)، مما حدا بابن شقير الدويش إلى طلب النجدة من فيصل الدويش القائد الأعلى للأخوان آنذاك الذي بادر - على رأس ألفين من قواته - لمواجهة دعيج الصباح، فاشتبك الجيشان في معركة حمض، وقتل أكثر جيش دعيج الصباح، بعد أن تعرض لهزيمة شنيعة، وكان عدد القتلى في صفوف قوات دعيج كبيرا، ولم ينج دعيج وعبد الله الجابر الصباح من الموت والأسر إلا بأعجوبة، وغنمت قبيلة مطير أموله التي تقدر بثلاثين ألف جنيه إسترليني[20].
وقد توجه الدويش بقواته بعد ذلك مباشرة إلى الكويت مما أثار الرعب والهلع في قلوب الناس في القرى المجاورة الذين فروا إلى المدينة، بعد أن بلغتهم أخبار هزيمة دعيج الصباح في حمض، وخبر تقدم الدويش نحو الكويت، وقد أمر سالم بتشييد سور الكويت لحمايتها من الهجوم القادم الذي لم يمنع من وقوعه سوى حرارة الصيف الحارقة، ولم يتحمل سالم نفقات السور، بل بناه أهل المدينة من أموالهم، حيث بنى أهل كل حارة ما يليهم من جوانب السور الذي بلغ طوله نحو خمسة أميال على شكل نصف دائرة من البحر إلى البحر[21].
اللجنة البريطانية لتحديد الحدود بين الكويت والرياض:
وقد طالب سالم الصباح وابن سعود من بريطانيا التدخل لحل المشكلة، والفصل في موضوع الحدود، فأمرت الطرفين بعدم إثارة المشاكل حتى تفرغ من تشكيل لجنة بهذا الخصوص، فقد كانت بريطانيا سنة 1920م تواجه في العراق ثورة العشرين للشعب العراقي مما أشغلها عن مشاكل محمياتها الخلفية.
وقد نبهت بريطانيا سالم الصباح إلى عدم الاحتجاج في موضوع الحدود بالاتفاقية الأنجلو عثمانية لسنة 1913م لكونها لم توقع، ولأنه حل محلها المادة السادسة من معاهدة الحماية البريطانية مع ابن سعود لسنة 1915م، التي أجلت تحديد حدوده مع الكويت إلى المستقبل[22].
وقد أثار سالم الصباح سخط بريطانيا بسبب تعنته في حل مشاكله مع ابن سعود بالطريقة التي تقترحها عليه، حتى بلغ الأمر بأن فكر المسئولون البريطانيون في بغداد بإمكانية عزل سالم ونصب خليفة له أكثر مرونة منه[23].
الخلاف بين سالم وابن سعود على تبعية قبيلة العوازم:
وقد أرسل ابن سعود رسالة إلى سالم الصباح في يوليو سنة 1920م جاء فيها:
(لم يكن في الماضي قضية حدود بين أراضينا، فأرضك باقية في الكويت، وأراضي تحت سيطرة القبائل، لقد بدأ مبارك أولا باستيفاء الزكاة من العوازم حين كنا ضعفاء، وحينما أخضع الإحساء، كان والدك يدفع للدولة العثمانية ستمائة دولار عن زكاة العوازم) [24].
وقد رضي الطرفان بتوقيع تعهد يلتزمان فيه بقبول التحكيم البريطاني في موضوع الحدود، وقد طالب سالم أن يشمل التحكيم جميع القضايا المختلف عليها ومنها زكاة قبيلة العوازم التي بدأ ابن سعود بأخذها منهم، والغزوات التي تشنها القبائل على الكويت، فرد عليه المقيم السياسي في الخليج بقوله :
(إن الزكاة اعتادت القبائل أن تدفعها لمن يوفر لها الحماية، أو لمن يكرهها على الدفع، أو لمن تتوفر له هيبة كافية لجعل القبائل تدفعها له دون إكراه، وأما الغزوات والغزوات المضادة فإنها من متطلبات الحياة اليومية في بلاد العرب فليس التحكيم قادرا على إيقافها).[25]
وقد أرسل سالم بتعهد بتاريخ 7/9/1920م حدد فيه الحدود التي يدعيها كما جاءت في اتفاقية سنة 1913م، ومنها آبار اللهابة واللصافة والقرعة - وهي تقع في الصمان التابع لقبيلة مطير - وانطاع، حيث العشائر التي تشرب منها وترد عليها تختاره هو لا ابن سعود، كما طالب في الملحق الرابع من شروط تعهده أن تعطى قبائل البادية حرية الاختيار في أداء زكاتهم لمن يشاءون من الطرفين، على أن يتحمل الطرف الذي يستوفي زكاتهم مسئولية أعمالهم إلى أن يفارقوه ويؤدوا الزكاة لغيره، وفي حال الاعتداء بين قبائل الطرفين، وفي حال الإخفاق في حلها، يحال الأمر لبريطانيا ويلتزمان بحكمها، وأن تظل التجارة حرة بين الطرفين[26].
وقد كان هدف سالم - من منح القبائل حرية الاختيار المشروط في المعاهدة - فتح المجال له في المستقبل حين تتغير موازين القوى بانضمامها إليه متى ما شاءت، إذ أدرك بأن حدوده هي حدود قبلية لا جغرافية، وأنها تمتد بامتداد أراضي القبائل الراغبة بالانضمام له بدفع زكاتها إليه، وهو ما نجح ابن سعود في تحقيقه في تلك الفترة.
وقد أكد ابن سعود - في تعهده بالتزام نتائج التحكيم - أن حدود سالم هي أسوار مدينة الكويت طبقا لما كان عليه الحال أيام أسلافه، حين كانت سلطة شيخ الكويت قاصرة على مدينة الكويت ذاتها فقط على حد ما جاء في رسالته للمقيم السياسي البريطاني[27].
تحالف سالم الصباح وشمر والعجمان :
ولم تباشر بريطانيا بالفصل بين سالم وابن سعود، بعد تعهد الطرفين خطيا بقبول نتائج التحكيم البريطاني، فبادر سالم - كما تؤكد الوثائق البريطانية - إلى تشكيل تحالف ضم قبيلة الأسلم من شمر بقيادة ابن طوالة، التي كانت تستوطن شمال الكويت على آبار صفوان، فانتقلت بناء على طلب سالم إلى الجهراء، لتشكل قوة مشتركة بقيادة دعيج الصباح وابن طوالة لحماية الكويت، كما نجح سالم في التحالف مع بعض قبائل العجمان، وكذا نجح في جذب قسم من قبيلة مطير إلى صفه ممن كانوا ضد الدويش، فاستجابوا لطلب سالم وانحازوا إليه ونزلوا الجهراء، كما ضم إلى تحالفه ابن سويط وقبيلة الظفير[28].
الحل البريطاني لمشكلة الكويت وحدودها:
وقد اجتمع برسي كوكس في العقير مع ابن سعود وطرح عليه ابن سعود فكرة فلبي، التي اقترح فيها ضم الكويت إلى ابن سعود، فلم يرد كوكس عليه جوابا واضحا، كما اجتمع بعدها كوكس بسالم بتاريخ 29/9/ 1920م، واستطلع رأيه في المشكلة، وقد أصبح كوكس بعد هذه اللقاءات أكثر إدراكا لمعرفة أبعاد الأزمة وكيفية حلها، وقد رأى ضرورة أن يكون لمدينة الكويت مساحة صحراوية خلفية تحميها من الأخطار الخارجية، كما رأى أنه ليس لسالم أن يتشبث باتفاقية سنة 1913م، بين بريطانيا والدولة العثمانية، إذ لم يكن الهدف منها تحديد حدود الكويت، بل مد النفوذ البريطاني على حساب النفوذ العثماني، وتحديد منطقة نفوذ كل منهما، وبما أن الدولة العثمانية قد خرجت من المنطقة فلا معنى لتشبث سالم بمثل هذه الاتفاقية، كما توصلت التقارير البريطانية إلى ضرورة وجود الكويت بمساحة واسعة لتكون حاجزا بين العراق ونجد، كما توصلت إلى أن ابن سعود أقدر من سالم على السيطرة على القبائل الصحراوية، فمن الأفضل ضم القبائل في جنوب الكويت إلى ابن سعود، وكذلك أكد المقيم السياسي في الخليج العربي أن بريطانيا وإن كانت تعترف بالحدود التي يدعيها مبارك، إلا أنها غير ملزمة بالاعتراف بتلك الحدود لخلفائه، كما أثار الوكيل السياسي البريطاني في البحرين موضوع أن بريطانيا غير ملزمة بنص معاهدة الحماية أن تحمي الكويت من جهة الصحراء، بل توفر لها الحماية البحرية فقط، وهو ما استقر عليه رأي السلطات البريطانية، إلا أن بريطانيا لن تسمح بالهجوم البري على المدينة من أي طرف ليكتسحها، كما رأى الوكيل السياسي في البحرين بأن وجود ابن سعود - الذي قدم خدمات ومساعدات قيمة لبريطانيا في الحرب ضد الدولة العثمانية - على رأس حكومة قوية في نجد سيكون مناسبا لبريطانيا، حيث يصبح جيرانه في خوف دائم منه، يدفعهم إلى الخضوع لرغبات بريطانيا التي تمليها عليهم، غير أنها لن تسمح له في المقابل بضمها وتوحيدها[29].
معركة الجهراء بين سالم الصباح وفيصل الدويش:
وفي 7/10/1920م تحركت قوات فيصل الدويش زعيم الأخوان التي تقدر بأربعة آلف مقاتل من آبار الوفرة إلى آبار الصبيحية، فتحرك سالم الصباح إلى الجهراء ومعه نحو ثلاثة آلف مقاتل، لمواجهة الهجوم المتوقع، وكان قد استنجد بضاري بن طوله شيخ قبيلة الأسلم من شمر الذي كان معسكرا قرب صفوان شمال الكويت، وطلب منه سالم النزول هو وقبيلته على الجهراء فنزل ضاري عليها، وفي تاريخ 10/10 اشتبك الجيشان في معركة الجهراء، وقد لجأ سالم ومن معه إلى القصر الأحمر بعد تعرضه لهزيمة ساحقة، ودبت الفوضى في القصر وفي القرية، وقد تم التفاوض بين الطرفين، بعد أن علم فيصل ما كان عليه حال أهل القصر(من الضيق والقلق فرق فيصل الدويش لحالهم، وعزم على أن يقترح عليهم شروط الهدنة التي تتلخص بالعودة إلى حظيرة الدين الإسلامي الصحيح، فلم يعارض الشيخ سالم بفتح باب المفاوضة)، وقد جاء في شروطهم أيضا طرد القنصل البريطاني في الكويت[30].
وقد دار حديث في القصر بين سالم الصباح ومبعوث الدويش الشيخ عثمان بن سليمان قال سالم فيه :
(لماذا هذا القتال بيننا وكلنا مسلمون موحدون وأمامنا عدو لدود يريد القضاء علينا جميعا؟ - يقصد بريطانيا - هيا لنرم الضغائن والأحقاد ونكون يدا واحدة عليه، وهذه فكرة جميلة تدل - كما يقول المؤرخ الرشيد الذي كان مع سالم في القصر وأثناء لمفاوضات - على صدق سالم وإخلاصه، ولكن التصريح بها أمام مثل هذا الرجل يدل على السذاجة والبساطة، وقد أكثر سالم القول هناك بما لا أحب ذكره هنا) كما يقول مؤرخ الكويت الرشيد[31].
وهذا يؤكد أن سالم المبارك كان يضمر العداوة لبريطانيا ويرى أنها كانت وراء كل ما كان يتعرض له من حصار وتضييق وحروب بسبب موقفه من الدولة العثمانية، كما دعا سالم الدويش إلى الوقوف جميعا صفا واحدا في وجه بريطانيا، التي طالب الدويش في شروطه طرد قنصلها من الكويت، واعتذر سالم بأنه لا يستطيع تنفيذ مثل هذا الطلب، وفي الوقت الذي يشترط زعيم الأخوان فيصل الدويش على سالم الصباح التخلص من النفوذ والوجود البريطاني في الكويت، لم يكن الدويش ومن معه يعلمون بأن ابن سعود هو أيضا كان قد وقع اتفاقية سرية منذ خمس سنوات في سنة 1915م أصبح بموجبها تحت الحماية البريطانية بشكل رسمي!
وبعد الصلح وموافقة سالم على الالتزام بتنفيذ ما اتفق عليه من الشروط ومن ذلك إزالة المنكرات، رفع الدويش الحصار عن القصر، ورحل إلى الصبيحية، وأقام عليها أياما ينتظر مدى التزام سالم بالصلح، وقد أرسل سالم إلى الدويش برسالة مختصرة عندما وصل الكويت جاء فيها(أعداؤكم أعدائي وأصدقاؤكم أصدقائي)، وقد أرسل الدويش برسالة إلى ابن سعود يخبره فيها بالصلح، وأن هدفه من الهجوم على الجهراء كان لمنع سالم من تكرار الاعتداء عليهم كما حدث في حمض[32].
وفي 14/10 أرسل الدويش وفدا - وكان ما يزال على آبار الصبيحية - إلى سالم في الكويت ليتأكد من الوفاء بما التزمه من الشروط في عهد الصلح، ويدعوه إلى الانضمام إلى حركة الأخوان، وقد تعلل سالم بالمرض عدة أيام لعله يجد حلا لهذه المشكلة إذ ما زالت جيوش الدويش قريبة تهدد الكويت، فاضطر إلى طلب التدخل البريطاني لحمايته، فبادرت إلى إرسال سفينتين حربيتين للمرابطة أمام ساحل الكويت، كما أمرت بإرسال بعض الطائرات البريطانية الحربية لقصف مخيمات الدويش ومن معه على الصبيحية، وقد ألقت الطائرات منشورات جاء فيها على لسان المندوب البريطاني في العراق ما يلي:
(طالما ظلت النزاعات محصورة في الصحراء أو في الجهراء فإننا لسنا مدعوين لفعل أكثر من بذل مساعينا الحميدة من أجل السلام، لكننا حين نجد التهديد ضد مدينة الكويت فلن نظل والحال هذه مراقبين، إنهم إذا بذلوا أية محاولة للهجوم على مدينة الكويت فسيعاملون من قبل السلطات البريطانية على أنهم مجرمي حرب).
وقد قامت السلطة البريطانية بنصب بعض المدافع الرشاشة وإقامة مجموعة من الجنود على السور، وقد عقد سالم وبحضور الوكيل السياسي البريطاني لقاء مع وفد الدويش الذي قرر الرحيل عن الصبيحية في 28/10 بعد أن حملوا سالم مسئولية الإخلال بتنفيذ المعاهدة، كما أرسل المندوب البريطاني في بغداد إلى ابن سعود يأمره بأن تبقى آبار الصبيحية غير محتلة من قبل أي من الطرفين إلى أن يتم حل النزاع، وكذلك اعترف بأن المنطقة المحاطة بالدائرة الحمراء حسب الاتفاقية الأنجلو عثمانية لسنة 1913م والتي تمتد على شكل نصف دائرة من الخور شمالا إلى ضلع القرين جنوبا أراضي كويتية غير قابلة للنزاع، وأما الدائرة التي بعدها باللون الأخضر، فتعد أرض محايدة لا يحق لأحد احتلال آبارها، وهي التي نصت الاتفاقية على أن تكون قبائلها تابعة لشيخ الكويت لكونه قائمقاما عثمانيا[33].
لقد كان واضحا أن بريطانيا لا تعد الصحراء وقرية الجهراء جزءا من الكويت بحسب المعاهدة التي أبرمتها مع مبارك، وأنه لا يلزمها بناء على ذلك حمايتها والدفاع عنها، وأنها ملزمة فقط بحماية الكويت المدينة فإذا (تعدى الأمر وشملت التهديدات مدينة الكويت والرعايا البريطانيين القاطنين فيها، وتعرضت تأكيدات بريطانيا لشيخ الكويت للخطر، فإن حكومة بريطانيا لا تستطيع أن تبقى مكتوفة الأيدي)[34].
ومما يؤكد ذلك ما جاء في خطاب مبارك الصباح إلى صديقه خزعل شيخ عربستان سنة 1904وقد ورد فيه(نحن الآن في الجهراء وسنحدر إلى بلدك الكويت).[35]
وهو ما يؤكد أن الكويت هي المدينة فقط، ولم يكن يطلق على صحرائها اسم الكويت إلا بعد سنة 1913 حين كادت بريطانيا أن توقع اتفاقية مع الدولة العثمانية لتحديد حدود برية للكويت، بعد أن اتسع نفوذ مبارك الصباح خلال تنفيذه المشروع البريطاني في المنطقة.
وفي شهر 12/1920م أغار فيصل الدويش على أطراف الكويت فأغار على ابن عمه ابن ماجد الدويش ومعه قبائل من مطير ظلوا حلفاء لسالم الصباح وبطش بهم، وكانوا على الجهراء، كما أغار أيضا على الظفير حلفاء سالم الصباح وأخذهم، ثم توجه إلى الزبير فهددته السلطات البريطانية بطائراتها، فرجع فيصل الدويش ومر بالجهراء مهددا لها ثانية[36].
وقد أراد الشيخ خزعل شيخ المحمرة في عربستان التوسط بين سالم وابن سعود، فاقترح الأمر على برسي كوكس في العراق، فاقترح عليه كوكس أن يضم الكويت إلى بلده، أو يوافق على ضمها إلى ابن سعود، فرفض خزعل الضم ووافق على السعي في الصلح[37].
[1] الكويت رؤية سياسية لحسن الإبراهيم 66.
[2] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 197. وقد تحولت هذه القبائل اليوم من سكان أصليين تلجأ إليهم مشيخات المدن لحماية مدنها وتوسيع نفوذها من خلال تحالفها مع تلك القبائل، إلى عنصر دخيل على أرضه في ظل الدولة الحديثة!
[3] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 200 .
[4] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 202، وتاريخ الكويت للرشيد 238، وخزعل 4/207.
[5] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 204 .
[6] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 206، وهذا يؤكد أنه لم تكن الجهراء من الكويت آنذاك، ولا تحت سيطرة سالم، إلا بعد أن أمرت بريطانيا سالما باحتلال آبارها والسيطرة عليها، لمنع ابن رشيد من العودة إليها بعد أن سيطر عليها عدة أشهر وحاصر الكويت منها قبيل ذلك.
[7] الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية 3/670 .
[8] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 207 .
[9] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 214 .
[10] لوريمر في دليل الخليج القسم الجغرافي 4/1633و3/1108 .
[11] لوريمر في دليل الخليج القسم الجغرافي 4/1343 .
[12] لوريمر في دليل الخليج القسم الجغرافي 4/1341 .
[13] لوريمر في دليل الخليج القسم الجغرافي 4/1627 .
[14] لوريمر في دليل الخليج القسم الجغرافي 4/1633و3/1108 . والهزيمة النهائية التي يعنيها لوريمر هي معركة الرويضة بين ابن سعود وعبد العزيز بن متعب الرشيد في 11/4/1906م، والتي قتل فيها ابن رشيد وخلفه ابنه متعب على إمارة حائل، كما يقول لوريمر في دليل الخليج القسم التاريخي 3/1738 .
[15] العلاقات بين الكويت ونجد 208، وتاريخ الكويت للرشيد 238، وخزعل 4/107 .
[16] العلاقات بين الكويت ونجد 210، وتاريخ الكويت للرشيد 239، وخزعل 4/135 .
[17] فصول من تاريخ العراق للمس بيل ص 131.
[18] العلاقات بين الكويت ونجد 218 .
[19] الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية 5/319 .
[20] الكويت وجاراتها لدكسون 1/256، والعلاقات بين الكويت ونجد 218-222، وتاريخ الكويت للرشيد 248، وتاريخ الكويت لخزعل 4/225 .
[21] العلاقات بين الكويت ونجد 223، وتاريخ الكويت للرشيد250، وخزعل 4/226 .
[22] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 232 .
[23] انظر تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون حاشية ص 233 .
[24] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 358 .
[25] العلاقات بين الكويت ونجد 235-237، وتاريخ الكويت للرشيد 253، وخزعل 4/241 .
[26] العلاقات بين الكويت ونجد 235-237، وتاريخ الكويت للرشيد 253، وخزعل 4/241 .
[27] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 237 .
[28] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 238 .
[29] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 240-244 .
[30] تاريخ الكويت لخزعل 4/268 ، وتاريخ الخليج العربي لزكريا 3/71 .
[31] تاريخ الكويت للرشيد 259 .
[32] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 260 .
[33] انظر تفاصيل معركة الجهراء في الكويت وجاراتها لدكسون 1/256-261، والعلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 260-266و247، وتاريخ الكويت للرشيد 261، وتحفة المشتاق ص 418، وتاريخ الكويت السياسي لخزعل 4/276، وتاريخ الخليج العربي3/71-76 .
[34] الكويت وجاراتها لدكسون 1/261 .
[35] تاريخ الكويت السياسي لخزعل 2/250 .
[36] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 268، وتاريخ الكويت لخزعل 4/289.
[37] تاريخ الكويت لخزعل 4/296 .