بقلم د0 حاكم المطيري
Ommah 2000@yahoo.com
(الاحتلال البريطاني الثاني للرياض والسيطرة على نجد والإحساء سنة 1900م)
يمكن القول بأن خريطة الشرق الأوسط اليوم، والعالم العربي على وجه الخصوص، هي من الألف إلى الياء خريطة غربية استعمارية صليبية، لم يكن لشعوب المنطقة كبير أثر في رسمها على هذا النحو، وكما يقول ديفيد فرومكين عن هذه الفترة التي تم فيها خلق هذا المسخ من الكيانات المصطنعة: (لقد كان عصرا اصطنعت فيه بلدان الشرق الأوسط وحدوده في أوربا، فالعراق والأردن، هما اختراعان بريطانيان، والخطوط رسمت على خارطة بيضاء من قبل سياسيين بريطانيين بعد الحرب العالمية الأولى، بينما أنشئت حدود المملكة العربية السعودية والكويت والعراق، من قبل موظف مدني بريطاني عام 1922م، ورسمت فرنسا الحدود بين المسلمين والمسيحيين في سوريا ولبنان، وقد اعتقدت دول أوربا آنذاك أن باستطاعتها تغيير آسيا الإسلامية في صميم أساسيات وجودها السياسي، فاستحدثت نظام دول مصطنعة في الشرق الأوسط، مما جعل منه منطقة لبلدان لم تصبح أمما حتى يومنا هذا، لقد اقترح الروس الشيوعية بدل الدين كأساس للحياة السياسية في الشرق الأوسط، وفعل مثلهم البريطانيون فاقترحوا القومية أو الولاء للأسر الحاكمة عوضا عن الدين، ويبدوا أن عام 1922م كان نقطة اللاعودة من حيث وضع مختلف العشائر في الشرق الأوسط على طرقها المؤدية للتصادم)[1].
وهذا أدق تحليل وأصحه عن جذور الأزمة التي تعاني منها المنطقة منذ سقوط الخلافة العثمانية إلى اليوم، وهي أنها لم تصبح أمة بعد، ولم تقم فيها دولة تعبر عن هويتها القومية أو الحضارية أو الدينية، ولهذا تم استحداث الولاء للأسر المتحالفة مع الاستعمار!
وكما يقول المؤرخ السياسي الفرنسي جان جاك بيربي في كتابه(جزيرة العرب):
(بسبب الخلافات القبلية والعائلية والطائفية التي استشرت من جراء ضعف الامبراطورية العثمانية وانحلالها وجدت الجزيرة العربية في القرن العشرين نفسها مقسمة إلى عدة كيانات سياسية متنافرة ومتنافسة، ومنطق الحقائق الاقتصادية الذي لا يقاوم الكامن في اكتشاف البترول شجع النزعة الاستقلالية الانفصالية كما تشهد بذلك الكويت)[2].
وقد صارت المنطقة كلها تحت النفوذ البريطاني المباشر الذي كانت له اليد الطولى ـ كما يقول جان بيربي ـ في تقسيمها وتحديد حدودها فيما بينها حيث كانت تخضع للحماية البريطانية بموجب معاهدات (تخولها الإشراف التام على سياستها وعلاقاتها الخارجية والامتيازات البترولية وهذا الوضع الممتاز لبريطانيا كان ابن سعود قد اعترف به رسميا في المادة السادسة من معاهدة جدة سنة 1927م، ومن وجهة تاريخية كانت إقامة أول مقيم بريطاني في مسقط أحد الأسباب التي أتاحت للحكومة البريطانية أن تستأثر بالنفوذ في هذه المنطقة الحساسة من العالم هذه السيطرة البريطانية المطلقة على الخليج العربي التي مضى عليها ما يقارب القرن)[3].
لقد كانت بريطانيا ومنذ دخولها للمنطقة، وسيطرتها على الخليج العربي، وتوقيعها لمعاهدات الحماية مع مشيخات الموانئ الساحلية، وهي تتطلع إلى قلب الجزيرة العربية، وتخطط للسيطرة على الإحساء ونجد من خلال الوصول إلى الرياض، وقد أدركت الدولة العثمانية خطورة الوضع، ونجحت في قطع الطريق على بريطانيا في المرة الأولى سنة 1870م، إلا أنها فشلت في المرة الثانية سنة 1900م!
لقد عملت بريطانيا على تهيئة الوضع لدخول المنطقة، واحتلالها عسكريا بشكل مباشر، وكانت تلجأ في البداية إلى دعوى حفظ الأمن والاستقرار في المناطق التي تريد أن تدخلها، ثم لا تلبث أن تحتلها بعد ذلك، كما هو شأنها مع (مصر التي كانت من وجهة رسمية لا تزال جزء من الإمبراطورية العثمانية، حتى احتلتها بريطانيا، معلنة أن هدفها هو إعادة النظام ثم تغادر البلد، ولكن بريطانيا بقيت فيه بدلا من أن تغادره) [4].
وكما قال مدحت باشا والي بغداد العثماني (كان سياح الإنجليز يكثرون التردد على نجد ويكتبون عنها المقالات الطويلة، ومن عوائد الإنجليز التقرب من أمراء العرب واستمالتهم، وترك بلادهم على حالها وحمايتهم باسم الإنسانية، وابتلاع البلاد بعد تدريب أهلها على الخضوع للعلم الإنجليزي، ومخادعة الأهالي تارة بالمال وطورا بالهدايا، جرى الإنجليز على هذا النحو في بلاد مسقط والمكلا وعمان وحضرموت والبحرين ووضعوا كل هذه البلاد تحت حمايتهم بهذه الطريقة، وكان مشايخ تلك القبائل يديرون بلادهم كما شاءوا وشاءت أهواؤهم، ولكن القول الفصل في الأمور الهامة فيها للإنجليز) [5].
وقد نجحت بريطانيا في تحقيق مشروعها في الجزيرة العربية، في مدة ربع قرن، وذلك من خلال ما يلي:
أولا: إقامة (دويلات) ساحلية تقع تحت الحماية البريطانية، يمكن من خلالها انطلاق الحملة العسكرية بريا نحو الداخل، وهو ما ظلت بريطانيا تطمح إليه عقودا طويلة، إذ لم يكن لها أي وجود عسكري في الجزيرة العربية سوى ميناء عدن على مساحة سبعين ميلا مربعا، ولما كان الوضع على النحو المذكور آنفا من عدم وجود دولة أو شبه دولة يمكن الاتفاق معها بشكل رسمي، بدأت في العمل على خلق وإيجاد كيانات مصطنعة مع القبائل الساحلية، ووقعت معها اتفاقيات غير رسمية، لتضمن من خلالها حقوقها بعد احتلالها للمنطقة وتقاسمها، كما طرحته بريطانيا في مؤتمر برلين سنة 1880م.
لقد نجحت بريطانيا ـ كما يقول د. حسن الإبراهيم ـ في إنشاء دول كبيرة وصغيرة في العالم العربي بصورة اصطناعية، في نهاية الحرب العالمية الأولى، كنتيجة لتفكك الإمبراطورية العثمانية، وتقاسم العالم العربي من قبل الدول الغربية، وقد نجحت القوى الغربية الاستعمارية في تشجيع الفرقة العربية، وتشجيع المصالح المحلية لجميع الفئات، فقاعدة (فرق تسد) واحدة من أهم خصائص الحكم البريطاني في العالم العربي، لقد كان العالم العربي وحدة واحدة، وأمة واحدة، وإلى أن تفككت الدولة العثمانية، في بداية القرن العشرين، كان يشار إلى العالم العربي ككل على أنه الإقليم العربي في الدولة العثمانية[6].
لقد كانت خطة حكومة الهند البريطانية تؤكد (إن ما نريده ليس شبه الجزيرة العربية موحدة، بل نريدها مقسمة ضعيفة، ممزقة إلى إمارات صغيرة خاضعة إلى أقصى ما يمكن لسيطرتنا، وعاجزة عن القيام بعمل منسق ضدنا).[7]
وقد أدرك المسئولون البريطانيون في مصر الهاجس الذي تعيشه حكومة الهند البريطانية التي تشرف على شئون جزيرة العرب الشرقية، فكتب كلايتون رسالة إلى وينغنيت قال فيها: (إن الهند البريطانية مسكونة بهاجس الخوف من دولة عربية موحدة، وهذه الدولة لن تظهر إلى الوجود ما لم تبلغ الحماقة بنا حد خلقها)[8].
ثانيا: توقيع اتفاقيات مع تلك (الكيانات) الدويلات العشائرية، تمنعها من التجارة بالسلاح واستيراده، لمحاصرة الخليج والجزيرة العربية حصارا عسكريا، ولمنع شعوبها من الحصول على الأسلحة التي قد يقاومونها بها، وقد كانت لها تجاربها المريرة مع القبائل المسلحة، وكذا للحيلولة دون وصول السلاح للمسلمين في الهند - درة التاج البريطاني - وأفغانستان، التي كانت تشهد اضطرابات ضد الاحتلال البريطاني، فقد اكتشفت حكومة الهند البريطانية أثناء الحرب الأفغانية سنة 1879-1880م أن كميات كبيرة من الأسلحة تأتي إلى موانئ الخليج العربي، حيث يتم تصديرها بعد ذلك برا إلى داخل إيران وأفغانستان، فأصدرت أوامرها لبومبي بمراقبة حظر تصدير الأسلحة بكميات كبيرة لموانئ الخليج العربي، وقد نجحت بريطانيا بعد الضغط على شاه إيران في استصدار أمرا سنة 1881م يحرم دخول السلاح إلى إيران، إلا بأمر وإذن خاص من حكومة الشاه، وبحق الحكومة في مصادرة أي سلاح، كما نجحت بريطانيا في جعل سلطان مسقط يصدر أمرا في مارس سنة 1891م يحظر فيه استيراد أو تصدير الأسلحة من ميناء جوادر التابع له على البر الفارسي، وبهذا أحكمت قبضتها على المنطقة الممتدة من سواحل الخليج إلى الهند[9].
وفي سنة 1897م شهدت مناطق شمال غربي الهند ثورات قبائلية، ووجدت بريطانيا أن أكثر الأسلحة تأتي من موانئ الخليج العربي، كما أن كثرة الأسلحة في يد القبائل في الخليج العربي يشكل خطرا على الوجود البريطاني، فطلبت بريطانيا من سلطان مسقط إصدار إعلان في يناير سنة 1898م بمنع التجارة في الأسلحة وتوريدها من مسقط وموانئ عمان، إلى الهند وإيران، وبحق السفن البريطانية في تفتش السفن العمانية للتأكد من العمل بالإعلان، وحقها في مصادرة الأسلحة.
كما أمرت بريطانيا في إبريل سنة 1898م شيخ البحرين بالإعلان عن منع توريد وتصدير الأسلحة والذخيرة والاتجار فيها منعا باتا، وحق بريطانيا في تفتيش السفن ومصادرة الأسلحة.
وفي مايو سنة 1900م أمرت بريطانيا مبارك الصباح بإصدار إعلان مماثل فاستجاب لها، غير أنه لم يتم نشره لكون الكويت لم تزل تحت السيادة العثمانية بشكل رسمي.
وفي نوفمبر سنة 1902م طلبت بريطانيا من شيوخ قبائل ساحل عمان المهادن توقيع اتفاقيات يلتزمون بموجبها بالمنع من ذلك.
ولم يبق من مناطق وموانئ الخليج سوى قطر، حيث ما زالت تحت السيادة العثمانية مما حدا بريطانيا إلى التفاهم مع الدولة العثمانية للسماح للسفن البريطانية بتفتيش السفن القطرية التي ترفع العلم العثماني، غير إن اسطنبول اشترطت أن يكون لها حق مماثل بتفتيش السفن البريطانية، ومن ثم صرفت بريطانيا النظر عن موضوع قطر.
وفي مارس سنة 1904م درست بريطانيا إمكانية منع مسقط من تصدير الأسلحة والذخيرة أو الاتجار بها مع موانئ البحرين، والكويت، وساحل عمان المهادن، ولم ينفذ الاقتراح لكون الكويت تحت السيادة العثمانية، ولأنها أيضا هي المصدر الرئيسي للسلاح الذي يصل لعبد العزيز بن سعود من جهة بريطانيا، وكانت لندن قد طلبت بتاريخ 24يونيو سنة 1904م أن لا يحظر السلاح عن ابن سعود المناوئ لابن رشيد المساند للدولة العثمانية كما جاء في الوثائق البريطانية[10].
وفي سبتمبر سنة 1909م بدأت حكومة الهند البريطانية تزيد من تشديدها في فرض الحصار على المنطقة حيث جاء في وثائقها :
(إن هذه الأسلحة تزيد من مصاعبنا لو اقتضت الظروف أن نتدخل في أفغانستان لضرب أي ثورة بها لإسكات حاكمها إذا جاهرنا العداء، وأشد ما نخشى أن تصل هذه الأسلحة إلى أيدي الثوار بالهند ..ونرى أن الحصار الناجح سيوقف هذه التجارة عند مسقط)[11].
وفي فبراير سنة 1910م - أي قبل الحرب العالمية الأولى بأربع سنوات - طلبت حكومة الهند البريطانية من مبارك الصباح الإعلان عن اتفاقية منع تجارة الأسلحة، بعد أن نشطت هذه التجارة في ميناء الكويت، وقد تعهد لها بالالتزام بما في المعاهدة[12].
وبعد أن سيطر ابن سعود على الإحساء والموانئ التي فيه سنة 1913م، وأخلاه من القوات العثمانية، لم تعد بريطانيا في حاجة إلى ميناء الكويت لدعم ابن سعود، إذ أصبح الدعم البريطاني له يأتي مباشرة إلى موانئ الإحساء وبدأت تشدد الحصار على ميناء الكويت.
وفي نوفمبر سنة 1916م أكملت بريطانيا سيطرتها على الخليج العربي ومحاصرتها له وذلك باتفاقها مع قطر على منع دخول السلاح منها وإليها[13].
وكل هذا الحظر لدخول الأسلحة للمنطقة تم بعد مؤتمر برلين سنة 1880م الذي قررت فيه أوربا الصليبية احتلال العالم الإسلامي وتقاسم أقاليم الخلافة العثمانية، وهو الأسلوب الذي ما تزال تمارسه الدول الغربية مع العالم الإسلامي حيث يتم فرض الحصار على أي بلد يخشى منه أن يشكل قوة عسكرية في المنطقة ليسهل بعد ذلك احتلاله!
ثالثا: الانطلاق في اختراق وسط الجزيرة العربية الذي ظل اختراقها والسيطرة عليها حلما يراود الحملات الصليبية البرتغالية والهولندية التي عجزت عن تحقيق هذا الحلم قرونا طويلة حيث تتحطم حملاتهم على أطرافها، وعلى أطراف أقاليم الدولة الإسلامية الأخرى، التي تحول دون وصولهم إلى الجزيرة والحرمين الشريفين!
لقد نجحت بريطانيا بعد ذلك في اتخاذ الكويت نقطة انطلاق لحملتها العسكرية على العراق شمالا، وعلى نجد غربا، واعتمدت على دعم ابن سعود في شرق الجزيرة، وعلى دعم الشريف حسين في غربها، وتم لها ذلك وفق المخطط الآتي :
1- توقيع معاهدة الحماية السرية مع الكويت:
حيث تم توقيع معاهدة سرية بين مبارك وحكومة الهند البريطانية في يناير سنة 1899م، والتي كانت أول اتفاقية بين الكويت وبلد آخر، والتي أصبحت الكويت بموجبها تحت الحماية البريطانية، تلك الحماية التي كانت تقوم على أساس حكم البلد من خلال المستشارين البريطانيين، الذين كانوا يوجهون سياسة البلدان التي تحت سلطتهم بكل براعة وذكاء، باستخدام صيغة الرجاء والإشارة بدل صيغة الأمر المباشر، لتصدر القرارات بعد ذلك باسم المسئولين في تلك البلد، لا باسم الحكومة البريطانية[14].
وبعد أن التزم مبارك بالتبعية الكاملة للسياسة التي تشير بها عليه بريطانيا خاصة في شئونه الخارجية، بدأت بريطانيا فورا بالنظر إلى نجد قلب الجزيرة العربية، ولقد (مكنت هذه الاتفاقية بريطانيا ليس من التدخل في شئون الكويت فحسب، بل وفي شئون نجد والعراق أيضا).[15]
ووجدت بريطانيا الفرصة مناسبة من خلال عبد الرحمن بن فيصل، الذي سبق لبريطانيا أن دعمت أخاه سعود ليحتل الرياض، وقد كان عبد الرحمن قد لجأ إلى الكويت، بعد سيطرة ابن رشيد على الرياض.
وقد كانت الدولة العثمانية تجري مخصصاتها المالية على ابن سعود، وعلى والده عبد الرحمن بن سعود، وأسرته التي كانت لاجئة قبل ذلك في الكويت[16].
لقد كان وجود عبد الرحمن بن فيصل وأسرته في الكويت بناء على موافقة من الدولة العثمانية كواحد من رعاياها، فبعد خروجه من الرياض سنة 1891م توجه إلى الأحساء، ثم إلى الكويت حيث رفض شيخها آنذاك استقباله لكونه قائمقاما عثمانيا، فلجأ إلى قبيلة العجمان وآل مرة، ثم وافقت الدولة العثمانية على قدومه إلى الكويت مع أسرته، وتم تخصيص مرتبات مالية له ولأسرته وهي 60 ليرة شهريا، ولبث في الكويت نحو تسع سنين حتى عاد إلى الرياض[17].
وقد كان عبد الرحمن على اتصال بالمقيم البريطاني في أبو شهر بإيران، حيث كتب عبد الرحمن بن سعود إلى المقيم السياسي البريطاني في (بوشهر) يخبره فيه بخروجه من الكويت إلى الرياض، ويرجو من بريطانيا أن تضع نظرها عليه، وأن تشمله بعطفها ولطفها.[18]
كما كتب عبد الرحمن بن سعود سنة 1902م، كتابا إلى نقيب الأشراف في البصرة رجب النقيب، عند خروجه من الكويت إلى الرياض، يشرح فيه أسباب ما جرى، ويؤكد فيه تبعيته للدولة العثمانية، وجاء فيه:
(ونحن خدام محسوبون على الدولة العلية، ولم نلتج إلى أحد إلا إلى الله تعالى، ثم إلى ظل عدالة أمير المؤمنين، أدام الله مجده، ونحن في كل الأحوال نؤدي الخدمات لحضرة أمير المؤمنين، باذلين الجد والاجتهاد فيما يحصل به رضاه، منقادين إلى أوامر الدولة العلية، فنرجو من مراحم وتفضلات حضرة أمير المؤمنين حلول أنظاره علينا، ورفع تعديات ابن رشيد، وإجراء ما تفضل به من المعاش). [19]
لقد جاءت معاهدة الحماية البريطانية مع الكويت - وفي ظل وجود عبد الرحمن وولده عبد العزيز فيها - لتفتح الطريق أمام بريطانيا للسيطرة على نجد، فبعد هذه المعاهدة مباشرة سيخرج من الكويت شاب على رأس قوة كبيرة ليحتل الرياض، ويسانده جيش جرار يبلغ عشرة آلاف مقاتل من كل القبائل سيخرج من الكويت وسيتوجه إلى حايل ليشغلها عن الرياض، وذلك بتوجيه وتخطيط وتمويل مادي وعسكري بريطاني وجنود عرب لتنفيذ المشروع الذي طالما طمحت إليه بريطانيا!
لقد ظل اهتمام بريطانيا في وسط الجزيرة ضعيفا بسبب صعوبة الوصول إليه، ولكن بعد عودة ابن سعود إلى نجد سنة 1900م، تغير الموقف البريطاني، وتزايد اهتمامها بالمنطقة نظرا إلى تحالف مبارك مع ابن سعود[20].
لقد تم سنة 1900م الإعداد لتنفيذ المشروع البريطاني عن طريق مبارك الصباح، الذي زاره المقيم البريطاني في الخليج العربي واجتمع به، وأرسل إلى حكومة الهند البريطانية رسالة فيها(إن الشيخ مبارك يعرف جيدا ما هو فاعل، فلا يحتمل أن يتخذ في عملياته الحالية أية خطورة قد تؤدي به إلى نزاع مع سلطات البصرة)[21].
فقد كانت بريطانيا تسير بحذر في طريقها لتنفيذ مخططها، ففي الوقت الذي كانت تهدف إلى السيطرة على الخليج والجزيرة العربية، كانت تحاذر من اكتشاف الدولة العثمانية لخطتها، فتبادر للتخلص من مبارك، أو الهجوم على الكويت قبل أن تثبت بريطانيا أقدامها في المنطقة، وتفشل خطتها كما فشلت أول مرة، وقد اطمأنت بريطانيا إلى قدرة مبارك على تنفيذ خطتها دون أن يثير الخلافة العثمانية، التي كان يظهر لها مبارك في الوقت نفسه الخضوع والتبعية، وقد بدأت بريطانيا أول خطواتها بعد توقيع المعاهدة سنة 1899م، بتجهيز جيش سنة 1900م، من القبائل الحليفة لمبارك - وهي أول مرة في تاريخ مدينة الكويت يكون لها تطلع يتجاوز حدود أسوارها - وقد تشكل هذا الجيش الذي بلغ تعداده عشرة آلاف مقاتل من قبيلة مطير، والعجمان، والمنتفق - وغيرهم من القبائل - بالإضافة إلى ثمانمائة من مدينة الكويت مع مبارك الصباح، وبضع مئات من أهل نجد مع ابن سعود[22].
لقد كان الهدف من إعداد هذا الجيش هو إشغال ابن رشيد في حائل عن الرياض، ليقوم ابن سعود - الذي تم تزويده من بريطانيا بكل ما يحتاجه من مال وعتاد وقوات عن طريق مبارك - بالتوجه إلى الرياض التي كانت تحت حكم ابن رشيد التابع للدولة العثمانية، وقد نجح ابن رشيد في هزيمة هذا الجيش في معركة الصريف الشهيرة في مارس سنة 1901م، وبعد هزيمة مبارك ومن معه، ترك أرض المعركة ومعه سلطان الدويش، وكان سلطان في خيمة مبارك حين وقعت الهزيمة، ولحق بهم السعدون وتوجهوا إلى الزلفي ورفض أهلها دخولهم خوفا من ابن رشيد، فتوجهوا إلى الصمان حيث قبيلة مطير، ومن هناك توجه مبارك إلى الكويت[23].
2- احتلال الرياض :
ومع أن مبارك الصباح وعبد الرحمن بن سعود قد هزما في معركة الصريف، غير أن عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن سعود نجح مع قواته بعد ذلك في احتلال الرياض، وقد أدرك الباب العالي أبعاد المخطط البريطاني، وأن حرب الصريف واحتلال الرياض هو تنفيذ لمشروع بريطانيا الذي تم مناقشته في مؤتمر برلين سنة 1880م، والذي يقضي بضرورة تقسيم الدولة العثمانية بين الدول الغربية الاستعمارية، فبادرت الخلافة العثمانية بدعم ابن رشيد الذي تقدم بجيوشه نحو الكويت، غير أن بريطانيا تدخلت للحيلولة دون احتلال ابن رشيد للكويت، كما أعدت سفينة لنقل مبارك الصباح على متنها إذا سقطت المدينة، وقد خففت الدولة العثمانية من حدة التوتر، وضغطت على ابن رشيد ليتراجع عن هجومه على الكويت، وقد تراجع غير أنه حاصرها حصارا بريا، وبسط نفوذه على صحراء الكويت، وقطع الطرق التجارية بينها وبين نجد، مما أثر على وضعها الاقتصادي تأثيرا كبيرا، حيث أصبحت الطرق التي تربطها بنجد والعراق تحت رحمة ابن رشيد وسيطرته، وقد أغارت قوات ابن رشيد على القبائل الموالية لمبارك، وكانت على آبار الصبيحية، ونشب بينها وبين قوات ابن رشيد قتال شديد، كما جاء في رسالة مبارك إلى المقيم السياسي البريطاني[24].
وقد تعهدت بريطانيا لمبارك إذا ظل داخل مدينة الكويت وخليجها بحمايته من أي اعتداء يشنه ابن رشيد، كما تقضي بذلك معاهدة الحماية التي تقصر حمايتها على المدينة دون ما وراءها[25].
وقد دفع تهديد ابن رشيد وحصاره المتواصل مبارك وابن سعود للتوسل للباب العالي، والتأكيد على تبعيتهما للخلافة العثمانية، والخضوع لسيادتها، وقد وافقت الدولة العثمانية على تعيين ابن سعود كقائممقام لنجد، وصدر بذلك فرمان من الباب العالي سنة 1904م.
وبعد دخول ابن سعود الرياض، تتابع له المدد المالي والعسكري من مبارك الصباح - الذي كانت كل شؤونه الخارجية تحت إشراف بريطانيا كما تنص عليه المعاهدة - وقد كان نجاح ابن سعود في احتلال الرياض مستحيلا دون ضمان بريطانيا للوضع في الكويت، ودون الدعم المطلق منها له، وقد تتابعت قوافل الإمدادات التموينية والعسكرية من الكويت إلى الرياض، لدعم صمود ابن سعود في الرياض، أمام الحصار الذي حاول فرضه ابن رشيد عليها[26].
فقد كان مبارك الصباح كما يقول مؤرخ الكويت (ركن ابن سعود الأعظم، الذي عليه يعتمد، يبعث إليه الإمدادات بسخاء، ويخرج إليه الحملات الواحدة تلو الأخرى، ويرسم له الخطط الحربية، وهو في مدينته).[27]
وهو ما لا يمكن أن يقوم به مبارك تحت الحماية البريطانية إلا بترتيب بريطاني!
وقد بات ابن رشيد على قناعة تامة بأن هناك خطة بريطانية كويتية سعودية مشتركة في كل ما يدور من أحداث، ولا قبل له وحده في مواجهتها، وقد طلب دعما من الدولة العثمانية، كما أكد لها بأن بريطانيا تدعم ابن سعود بالأسلحة، غير أن ابن سعود بادر فأرسل إلى والي البصرة يقر له بالتبعية للخليفة العثماني، مما جعل الباب العالي يتحفظ على طلب ابن رشيد ويدعوه للهدوء[28].
3- تحطيم قوة حائل تمهيدا لاحتلالها :
وفي مارس سنة 1903م وبعد اجتماع بين المبعوث البريطاني الكابتن هاملتون ومبارك دار الحديث فيه عن ابن رشيد وخطره، وضرورة مواجهته بعد ضعفه، فتوجه ابن سعود بجيش من الرياض إلى الكويت، ثم خرجت قوات مشتركة من الكويت بقيادة جابر بن مبارك وابن سعود تقدر بعشرة آلاف مقاتل، لشن هجوم على عماش الدويش الذي كان حليفا لحائل وابن رشيد، فوقعت معركة جو لبن في الصمان على مسيرة يومين من الكويت، بين ابن صباح وابن سعود ومن معهم من القبائل من جهة، وعماش الدويش ومن معه من قبيلة مطير من جهة أخرى، وقد باغتت القوات المشتركة الدويش الذي قتل في تلك المعركة، وغنمت خمسة آلاف من الإبل، وقد كتب مبارك بتفاصيل الحادثة إلى المقيم البريطاني بتاريخ 14/4/1903م، ويخبره فيها بهزيمة قبيلة مطير، وقتل عماش الدويش، وغنيمة مواشيهم، كما كتب القنصل البريطاني في البصرة إلى السفير البريطاني في اسطنبول يخبره بالحادثة[29].
لقد كان الهدف واضحا من هذه الحملة العسكرية الكبيرة - التي بلغت عشرة آلاف مقاتل - فقد كان عماش الدويش ومن معه من مطير حلفاء لحائل وابن رشيد، في الوقت الذي كان ابن عمه سلطان الدويش ومن معه من مطير مع مبارك في حرب الصريف، وقد قال لوريمر (شيخ القبيلة الأكبر حاليا - سنة 1904 - هو الشيخ سلطان بن الحميدي الدويش، ويبلغ الستين من العمر، وقد رفض بنو عبد الله الخضوع لسلطانه لفترة طويلة، وخاصمه الصهبة لمدة خمسة عشر عاما، ولذلك فسلطته غير مطلقة، ويبدو أنه ليس الشيخ الرئيسي لقبيلة مطير، بل هو شيخ علوه، ويترأس بريه نايف بن هذال بن بصيص من الصعران، ويبلغ من العمر خمس وأربعين سنة...وفي عام 1878م كانت علاقة قبيلة مطير مع ابن رشيد ودية، ولم يكونوا تابعين لابن رشيد، وفي الصراع الذي نشب بين حائل والوهابيين، انضم رجال مطير إلى الرياض وشاطروها النصر النهائي، وهناك علاقة مصاهرة بين الكويت وقبيلة مطير)[30].
وقال لوريمر أيضا عن الانقسام السياسي داخل قبيلة مطير مما جعلها تنقسم إلى قسمين بين حائل والرياض :(ينتمي للقبيلة بطنان أصيلان فقط هما علوى وبريه، وقد أضيف إليهما قريبا بطن ثالث رئيسي وهو بني عبد الله، ومن المحتمل أنه قد تفرع من بريه، وأثناء الصراع الأخير للسيطرة على أواسط الجزيرة العربية، أيد بنو عبد الله ابن رشيد، بينما وقفت أغلبية القبيلة مع ابن سعود، وقد استمر التباعد بينهما حتى تمت هزيمة ابن رشيد نهائيا، فعاد بنو عبد الله إلى هيكل القبيلة العام) [31].
فقد كانت الحملة على عماش الدويش تمهيدا لكسر شوكة ابن رشيد، حيث يمثل وجود حلفاء له في الصمان مصدر خطر على الكويت والرياض معا، كما كان عماش أغنى شيوخ البادية في عصره لكثرة ما يملكه من الإبل، وفي أخذها مصدر تمويل مهم لما يحتاجه مبارك وابن سعود في حملاتهما العسكرية لتنفيذ المشروع البريطاني في الصحراء!
لقد كان موقع أراضي قبيلة مطير الاستراتيجي كحاجز بين الكويت وحائل والرياض سببا رئيسا في حرص كل طرف على كسبها لصفه في معركته مع خصومه، وكان وقوفها ضد ابن رشيد في النهاية عنصر حسم للصراع الذي دام نحو ربع قرن بين الدولة العثمانية وبريطانيا من خلال صراع حائل والرياض والكويت.
وفي شهر 7 /1903م قام مبارك بدعم ابن سعود بقوات وأسلحة وذخيرة، ليحتل القصيم التي كانت تتبع ابن رشيد، وقد كان كل الدعم المادي والعسكري البريطاني الذي كان يصل ابن سعود في الفترة ما بين 1900م إلى 1904م، إنما كان يصل عن طريق الكويت[32].
وكلما تحرك ابن رشيد باتجاه الكويت بادرت بريطانيا بالضغط على الدولة العثمانية، لوقف تقدمه بدعوى ضرورة المحافظة على الوضع القائم، والحيلولة دون حدوث اضطرابات في المنطقة، بينما لا تتخذ بريطانيا أي إجراء ضد مبارك الصباح حينما يتحرك - بإيعاز منها - للهجوم على ابن رشيد، أو حين يدعم ابن سعود بالقوات والعتاد[33].
وهو ما يؤكد أن بريطانيا مع تظاهرها بالحرص على عدم حدوث أي اضطرابات في الجزيرة العربية، كانت في الوقت نفسه تعمل على تعزيز وضعها بدعم حلفائها مبارك الصباح وابن سعود، وكانت حكومة الهند البريطانية تدعمهما بشكل مطلق، في الوقت الذي كانت حكومة لندن تخشى استثارة الدولة العثمانية قبل تغلغلها في المنطقة بشكل يسمح لها بالحركة في الوقت المناسب حين تبدأ المواجهة مع الدولة العثمانية.
وقد كتبت حكومة الهند البريطانية إلى لندن برقية تتضمن وجهة نظرها بضرورة استمرار الدعم لمبارك الصباح - الذي بات تحت تأثير المقيم البريطاني - وعدم فرض حصار على توريد الأسلحة من الهند إلى الكويت من أجل تفوق حليفها ابن سعود على ابن رشيد، وأن الإخلال في هذا الدعم سيضر بمكانة بريطانيا في المنطقة، وقد يتعرض مبارك إلى هجوم على أراضي الكويت غير المحددة الحدود مع الداخل، كما أكدت حكومة الهند أن الدولة الوهابية الجديدة دولة إقليمية غير متعصبة، وأن وجودها أقل سوء من عودة النفوذ العثماني إلى نجد[34].
كما أكد الوكيل السياسي البريطاني في الكويت في رسالة إلى المقيم البريطاني في الخليج بتاريخ 3/9/1904م بأن الاحتمال بعيد جدا في أن يستطيع ابن سعود تثبيت وضعه دون مساعدة خارجية، مما يعني سقوطه في وقت قصير، ولن يجد إلا حليفه مبارك الذي سيلجأ إليه في كل مشكلة، حيث يرسل مبارك دعما أسبوعيا من الأسلحة والذخيرة والمؤن إلى الرياض[35].
وعندما شددت بريطانيا في سنة 1904م على موانئ الخليج العربي حصارها ومراقبتها البحرية، لمنع تصدير الأسلحة والذخيرة، أو استيرادهما، استثنت ميناء الكويت، من أجل وصول الأسلحة لعبد العزيز بن سعود الذي بدأ يحقق نجاحا في وسط نجد.
وقد أرسل مبارك إلى ابن سعود في سنة 1906م بثلاثة آلاف بندقية، تقدر قيمتها بمائة وخمسين ألف دولار[36].
4- المشروع البريطاني للسيطرة على الأحساء :
وفي سنة 1906م طلب ابن سعود بشكل سري من المقيم السياسي البريطاني في البحرين مرارا وبإلحاح شديد توقيع معاهدة حماية مع بريطانيا (وأنه يود أن يرتبط بالحكومة البريطانية باتفاقيات كتلك التي ارتبط بها شيوخ ساحل عمان المتصالحة، وأن يقيم في بلاطه مسئولا سياسيا بريطانيا) مع ضمان بريطانيا حمايته بحريا عند احتلاله للإحساء[37].
ولم تستجب بريطانيا لطلبه حينها، حيث أن الظروف التي كانت تمر بها آنذاك لم تكن مناسبة، إذ كانت تدرك خطورة استثارة الدولة العثمانية في الإقدام على مثل هذه الخطوة، واكتفت بالدعم العسكري والمالي له عن طريق مبارك الصباح، الذي كان في هذه الفترة يشرف على تحركات ابن سعود ويوجهها، كما تقتضيه السياسة البريطانية.
وفي يناير سنة 1907م حاول مبارك الصباح تشكيل حلف يضم كلا من فيصل الدويش شيخ قبيلة مطير، ونايف بن هذال شيخ قبيلة عنزة، ومحمد أبا الخيل أمير مدينة بريدة، وقد انضم إليهم سلطان بن حمود الرشيد أمير حائل الجديد، الذي حاول الاتصال بالبريطانيين مرارا بعد أن قطعت عنه الدولة العثمانية المساعدات، ولم تعترف به خلفا لمتعب الرشيد[38].
وقد كان هذا التحالف الذي شكله مبارك بإيعاز بريطاني، بعد أن أصبح ابن رشيد أقرب للبريطانيين منه للعثمانيين، وبهذا نجحت بريطانيا عن طريق مبارك من الوصول في نفوذها إلى وسط نجد، وهذا ما توقع حدوثه قبل ثلاثين سنة مدحت باشا والي بغداد سنة1870م لاتصال الكويت بنجد وقربها منها.[39]
وما زالت إشكالية الحرية وأزمة الهوية في الخليج والجزيرة العربية، فللحديث بقية!
[1] ولادة الشرق الأوسط 15-17.
[2] جزيرة العرب لجان جاك بيربي ص 24 .
[3] المصدر السابق 232.
[4] ولادة الشرق الأوسط 92 .
[5] مذكرات والي بغداد مدحت باشا 240 وما ذكره مدحت باشا قبل أكثر من مائة سنة ما زال قائمة إلى اليوم غير أنه جاء بعد الإنجليز إخوانهم الأمريكان!
[6] الكويت للإبراهيم 25-26 .
[7] ولادة الشرق الأوسط 117 .
[8] ولادة الشرق الأوسط 117 .
[9] سياسة الأمن 83-84 .
[10] سياسة الأمن لحكومة الهند 88-92، ودليل لوريمر التاريخي 6/3770 -3776. وهذا يؤكد صحة ما ذكره ابن بسام في تاريخه بخصوص الاتفاق بين ابن سعود وبريطانيا لاحتلال الأحساء سنة 1911م.
[11] سياسة الأمن 94 .
[12] سياسة الأمن 95 .
[13] المصدر السابق 103 .
[14] ولادة الشرق الأوسط 94 .
[15] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 34 .
[16] تاريخ الكويت لخزعل 2/178 .
[17] عبد العزيز وبريطانيا ص 28 .
[18] المصدرين السابقين.
[19] تاريخ الكويت لخزعل 2/179 ، وتاريخ الكويت للرشيد ص 179 .
[20] لوريمر دليل الخليج القسم التاريخي 3/1717 .
[21] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 51 .
[22] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 53 .
[23] تاريخ الكويت السياسي 2/48 .
[24] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 55و62و81 .
[25] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 82 .
[26] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 77 و80 .
[27] تاريخ الكويت للرشيد 175.وكل ذلك كان بتمويل ودعم مالي وعسكري بريطاني.
[28] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 78-79، ودليل الخليج للوريمر القسم التاريخي 3/1703.
[29] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 86-93، وتاريخ الكويت للرشيد 181، وخزعل 2/179.
[30] دليل الخليج العربي القسم الجغرافي 4/1632.
[31] دليل الخليج العربي القسم الجغرافي 4/1627.
[32] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 94، ولوريمر التاريخي 6/3607 .
[33] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 93و95 .
[34] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 98، ولوريمر القسم التاريخي 3/1719 .
[35] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون ص 100 .
[36] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 118، ولوريمر القسم التاريخي 4/1343 .
[37] لوريمر التاريخي 3/1721 .
[38] لوريمر القسم التاريخي 3/1743 .
[39] مذكرات مدحت باشا 239 .