الشعوب العربية
والعقاب الجماعي!
#السودان نموذجا
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
١١ / ٥/ ١٤٤٧هـ
٢ / ١١ / ٢٠٢٥م
كما كل الشعوب العربية التي شاركت في الربيع
العربي أو شهدت دولها حركات احتجاج شعبية سلمية من أجل الحرية يتعرض الشعب السوداني
كله منذ ٢٠٢٠م لعقاب جماعي تقف وراءه القوى الدولية عبر دولها الوظيفية وأحزابها وميليشياتها
الدموية الهمجية لإعادة تقسيم المنطقة العربية وإخضاع شعوبها إلى النفوذ الأمريكي الغربي
وحملته الصليبية للتفرغ لمعركته القادمة مع الصين وروسيا!
فمن يحكم سيطرته على الشرق الأوسط يحكم
العالم كله!
ويتنوع العقاب الجماعي بحسب ظروف الشعوب
والبلدان العربية وخصوصية كل مجتمع ابتداء من شن الحرب عليها بالميليشيات والقتل الميداني
والاغتيالات كما جرى في ليبيا واليمن وسوريا إلى شن الحرب عليها بالإرهاب السياسي ومصادرة
الحريات العامة والأموال الخاصة وسجن المعارضين وتهميش الأكثرية وتجريدها من حقوقها
وهويتها وجنسيته خارج دائرة القانون والقضاء وإشغال مكونات المجتمع بالصراع الداخلي
كما جرى في مصر وتونس والخليج!
وهو ما جرى مثله تماما سنة ١٩٣٨ حين أرادت
بريطانيا دخول الحرب العالمية الثانية فقامت في كل محمياتها ومستعمراتها العربية بقمع
كل قوى المعارضة لها وقادتها -عبر حكوماتها الوظيفية- وعطلت مجالس الشورى والبرلمانات
ونفت قادة المعارضة أو سجنتهم واغتالتهم حتى انتهت الحرب العالمية وأعاد الغرب سيطرته
عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن!