منتدى الشرق ..
والبديل الأمريكي
أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
١٠/ ٣/ ١٤٤٧م
٢/ ٩/ ٢٠٢٥م
بعد أن أدى الخطاب القومي ثم الوطني الذي رعته بريطانيا وفرنسا منذ مؤتمر
باريس ١٩١٣م دوره في تقسيم الأمة الإسلامية على أسس قومية ووطنية جاهلية لتظل شعوبها
خاضعة للحملة الصليبية مدة مائة عام حتى جات ثورات الربيع العربي ٢٠١١م وكشفت مدى خطورة
هذه الدول الوظيفية التي فرضها المحتل الأوربي على شعوبها!
بدأ الإعلام العربي اليوم برعاية دولية أيضا بتسويق خطاب فكري سياسي جديد
-يواكب سياسة واشنطن الجديدة تجاه المنطقة العربية لما بعد مرحلة سايكس بيكو وتداعيات
الربيع العربي- يطرح مفهوم الأمة كوحدة جغرافية واقتصادية وثقافية فقط -لا كوحدة سياسية-
لديها أزمات داخلية بسبب التشرذم والتخلف والاستبداد -لا بسبب احتلال خارجي منذ مائة
عام- وذلك كبديل عن مفهوم الأمة السياسي في الإسلام الذي عرفته شعوبها مدة ألف وثلاثمائة
عام في ظل دولة النبوة والخلافة الإسلامية منذ عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق إلى
عهد الخليفة الأخير السلطان عبدالحميد!
ويحاول دعاة هذا الخطاب صياغة مصطلحات جديدة -تتماهى مع خطاب المبعوث
الأمريكي توماس باراك- لتسويقه بعيدا عن الإسلام -تماما كما فعل دعاة القومية والوطنية
والشيوعية والليبرالية من قبل لتسويق خطاباتهم- بإطلاق لفظ (بلاد الشرق) و(شعوب الشرق)
وربطها بتاريخها الجاهلي منذ ثلاثة آلاف سنة واستحضار دورها في التجارة العالمية منذ
الفينيقيين والبيزنطيين! وأن الجغرافيا والاقتصاد هما اللذان شكلا هذا الشرق ودوله
وشعوبه وليس الإسلام ورسالته وفتوحاته وخلافته! وكأنه لا وجود اليوم للأمة الإسلامية
التي تشكل ٩٠٪ من هذا الشرق المزعوم!
ولاستبعاد دور الإسلام وخلافته وحضارته في تشكيل هويته! واستبعاد دور
المحتل الأوربي الأمريكي في احتلاله وتجزئته وتدميره وتخلفه والذي تجلى في أوضح صوره
في حصار غزة وإبادة شعبها!
ولفتح المنطقة على مصراعيها للسوق الأمريكي الأوربي في ظل تنافسه مع الصين!
ولاستبعاد حقيقة الصراع بين أمة الإسلام وعدوها الأوربي التاريخي منذ
غزوة مؤتة سنة ٧ للهجرة إلى حصار غزة ١٤٤٧هـ!