"إجازة خاصة"
بصحيح الإمام البخاري
وبكل مروياتي وكتبي عامة
لكل من حضر -أو استمع- مجلس سماع صحيح البخاري بجامع السلطان سليم
الأول من ١٩ ذي الحجة ١٤٤٦ - ٣ محرم سنة ١٤٤٧هـ
الحمد الله، وصلى الله وسلم على نبينا المصطفى محمد بن عبد الله،
وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، وبعد ..
فقد يسر الله لنا بحمد الله حضور مجلس سماع صحيح البخاري، بجامع
السلطان سليم الأول، في منطقة الفاتح بإسطنبول، على جماعة من أهل العلم المحدثين
المسندين الأفاضل (وهم الشيخ محمد إدريس السندي، والشيخ لطيف الرحمن البهرانجي،
والشيخ طورسون علي يلماز، والشيخ محمد مجير الخطيب، والشيخ محمد الأمين أبو ثلجة،
والشيخ جاسم الكركوكي، والشيخ محمد نعيم العرقسوسي الذي حضر اليوم التاسع من أول
تفسير سورة الأعراف).
وقد استمر المجلس لمدة ١٣ يوما من ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦ - ٣ محرم سنة
١٤٤٧ الموافق ١٦ - ٢٩/ ٦/ ٢٠٢٥ م - وكان
المجلس بإشراف وتنظيم وقف الشيخ إسماعيل آغا ودار الحديث النورية بدمشق شكر الله
القائمين عليهما وبارك جهدهم وكتب أجرهم- وكان مجلس السماع يعقد كل يوم على فترتين
صباحية من الساعة ٩ إلى ١ ظهرا، ومسائية من الساعة ٥،٣٠ عصرا إلى الساعة ٨ قبيل
المغرب، وكان التسجيل للحضور اليومي داخل الجامع عبر رقم خاص، وكذا التسجيل للسماع
عبر البث المباشر، وقام بالقراءة جماعة من الشيوخ تناوبوا على القراءة، وكانت
قراءتهم غاية في الاتقان والوضوح والسرعة دون إخلال بالمقروء: وهم الشيخ جاسم
الكركوكي، والشيخ حمزة الأوصلي، والشيخ بلال الأرزنجاني، والشيخ عثمان شانقار،
وشاركهم القراءة الشيخ عبد الباقي السندي مرتين، والشيخ مجير الخطيب، وكانوا
يقرأون من نسخة الطبعة السلطانية على النسخة اليونينية، وأنا أسمع وأقابل على نسخة
أبي ذر الهروي من صحيح البخاري عن شيوخه الثلاثة: السرخسي، والكشميهني، والمستملي،
عن الفربري، عن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، بتحقيق الشيخ عبد القادر شيبة
الحمد، وبجانبي الشيخ عبد الباقي السندي يقابل على نسخة بحاشية السهارنفوري وحاشية
السندي ثم أهداها لي مشكورا بعد الفراغ من المجلس.
وقد رغب إلي كثير من الشيوخ الأفاضل وطلبة العلم الحاضرين بإجازتهم
بكل ما جاز لي روايته عن شيوخي، فعقدنا يوم الاثنين ٢٦ ذو الحجة - ٢٣/ ٦ بعد الظهر
في دار الشيخ السيد محيي الدين سيف الله تارا الحسني بجوار جامع السلطان سليم مجلس
سماع، فأمليت عليهم من حفظي أربعين حديثا بأسانيدها ومتونها وشيء من فقهها
وفوائدها، من الأوائل السنبلية، وهي أوائل الكتب الستة، وكتب الأئمة الأربعة: موطأ
مالك، والآثار للإمام أبي يوسف عن أبي حنيفة، ومسند الشافعي، ومسند أحمد، وصحاح
ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، ومسند الدارمي، وشرح معاني الآثار للطحاوي،
والبيهقي، وسنن الدارقطني، وثلاثيات البخاري كلها، وبعض ثلاثيات أحمد، وهو ما رواه
عن سفيان بن عيينة، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر، وبعض ثلاثيات البخاري في
المتون من كتاب الإيمان، وبيان طرق البخاري بحديث (إنما الأعمال بالنيات).
ثم أعدنا المجلس في المكان نفسه بحضور جماعة من الشيوخ من الجزائر
وتونس ومصر والعراق وذلك يوم الخميس غرة محرم سنة ١٤٤٧ وقد أجزتهم كلهم، وكل من
استجازني أثناء إقامتي بجوار جامع السلطان سليم الأول لحضور مجلس سماع البخاري
طوال المدة المذكورة..
وقد أجزت اليوم كل من حضر -أو استمع عبر موقع الجهة المنظمة في هذه المدة-
لمجلس سماع صحيح البخاري، بروايته عني خاصة، وبكل ما جازت لي روايته عامة، كما في
ثبتي المختصر (إتحاف الثقات)، والمبسوط (التفصيل والإثبات)، كما أجزتهم بكل كتبي
ومنظوماتي.
فيروي من حضر هذا المجلس المبارك بلفظ:
أخبرنا بصحيح البخاري سماعًا الشيخ أ د حاكم المطيري -كما قرئ بجامع
السلطان سليم الأول على جماعة من المسندين ونحن نسمع، وهو حاضر المجلس من أول يوم
حتى الخاتمة يسمع ويقابل بنسخة أبي ذر الهروي- وإجازةً لما قد يكون وقع من فوت.
والأصل في الرواية عن حاضر المجلس بما قرئ فيه - إن كان من المحدثين
المجيزين - حديث أبي هريرة في الصحيح أنه كان يحدث في مسجد رسول الله ﷺ وعائشة رضي الله عنها تسمع في حجرتها، فإذا فرغ التفت إلى حجرتها
فقال (اسمعي يا ربة الحجرة)! يستثبتها ويستشهد بها على صحة روايته، فما كانت تنكر
عليه إلا سرده الحديث وكثرته..
وكان التابعون إذا فرغ أبو هريرة من مجلسه وقد أكثر الحديث وسرده،
سألوا من كان حاضرا من الصحابة عما سمعوه منه فلا ينكرون عليه منه شيئا، كما ورد
عن ابن عمر، والزبير، وعائشة، وربما رووا عنه عن النبي ﷺ، خشية الخطأ في الرواية المباشرة عن النبي ﷺ، كما جاء عن أبي أيوب الأنصاري عند الحاكم..
فكان إقرارهم بما حدث رواية منهم له عند من سمعه.
الشيخ أ.د. حاكم المطيري
٧ محرم ١٤٤٧هـ
٣٠ يونيو ٢٠٢٥م