الصراع الأمريكي الصيني
وحياد العالم الإسلامي
أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
٣ / ٨/ ١٤٤٦هـ
٢ / ٢/ ٢٠٢٥م
أدرك المعسكر الأمريكي
الأوربي اليوم أنه لن يستطيع حسم الصراع مع روسيا والصين لصالحه في ظل صعود الصين اقتصاديا
وتقنيا إلا حين ينحاز العالم الإسلامي إليه كما حدث في الصراع بين المعسكر الرأسمالي
الغربي والشيوعي السوفيتي في الحرب الباردة.
وقبله ما حدث في
الحرب العالمية الثانية التي استطاع الغرب هزيمة ألمانيا وإيطاليا من العالم العربي
في معركة العلمين في مصر!
وكذا لم يستطع
الغرب والحملة الصليبية البريطانية الفرنسية كسب الحرب العالمية الأولى وإسقاط الخلافة
العثمانية إلا بالعرب وانحياز الشريف حسين إليهم!
لقد غدا العالم
الإسلامي اليوم بيضة القبان ورمانة الميزان في الصراع الغربي الشرقي، وليس من مصلحته
الدخول في هذا الصراع -ليكون وقودا لحروب الغرب الاستعمارية الجديدة- بل عليه استثماره
والاستفادة منه وفرض شروطه؛ لصالح تحرر دوله وشعوبه، وتعزيز وحدتها، وتحقيق نهضتها،
والحيلولة دون خروج الصراع بين الطرفين عن السيطرة بما يهدد العالم الإسلامي ومصالحه.
وكل تقارب وتعاون
بين دول العالم العربي والإسلامي هو في صالح الأمة وشعوبها؛ بل هو ضرورة شرعية واستراتيجية
لحماية وجودها، مهما كانت طبيعة الأنظمة والموقف منها، فتعزيز التعاون والتكامل الحقيقي
بين تركيا ومصر، وسوريا والسعودية، والمغرب والجزائر، وغيرها من الدول العربية والإسلامية؛
هو في صالح الأمة وشعوبها استراتيجيا مهما استفادت منه الأنظمة مرحليا.
ولا ينبغي من قوى
المعارضة أن تقف ضد هذا التعاون بين دول العالم الإسلامي الذي أوجبه الشارع بالنصوص
القطعية ﴿وتعاونوا﴾ ﴿ولا تنازعوا﴾ ﴿واعتصموا﴾ إذ البديل هو الصراع بين دوله الذي تدفع
الشعوب ثمنه من أمنها واستقرارها وثرواتها، ولا يخدم إلا العدو الخارجي الذي يسعى لإشعال
الحرب بينها وفي بلدانها حتى لم يبق بلد عربي وإسلامي لم يصطلِ بنارها وكان آخرها حرب
غزة الأخيرة والعدوان الصهيوني والدعم الأمريكي الأوربي له والعجز العربي الإسلامي
عن وقفه وفك الحصار عنها!
وتظل مهمة الإصلاح
وتغيير الواقع السياسي في كل دولة شأنا داخليا وهو مسئولية شعبها وقوى المعارضة فيها
بالدرجة الأولى!