أيّ
مؤامرة أعظم؟
10/ 3/ 1443هـ
16/ 10/ 2021مـ
بعد أن ضجّ المسلمون دفاعا عن مساجدهم وهم
يرون النوادي تعج باللاعبين والملاهي بالراقصين؛ بدأ دعاة الفتنة يستدلون بالسماح للمساجد
استيعاب عدد أكبر من المصلين على عدم وجود مؤامرة!
وأي مؤامرة أعظم من إغلاق المساجد بما
فيها مكة والمدينة والقدس بقرار من منظمة الصحة الصليبية، وإخضاع شعائر المسلمين للنظام
الدولي!
وإن كل من ينفي وجود حملة صليبية وثنية
ومؤامرة دولية على الإسلام ورسوله ﷺ وكتابه وشعائره وشرائعه ومساجده يقودها
النظام الدولي ومجلس الأمن بدوله الخمس (أمريكا روسيا فرنسا بريطانيا الصين) بدعوى
مكافحة الإرهاب؛ هو جزء من المؤامرة عالما أو جاهلا، وقد قال تعالى: ﴿ولا يزالون يقاتلونكم
حتى يردوكم عن دينكم﴾!
وقد نجح النظام الدولي -لأول مرة منذ إسقاط
الخلافة واحتلال العالم الإسلامي- في إخضاع
مساجد المسلمين، وشعائر دينهم لقراراته، وبفتاوى من الهيئات العلمائية الوظيفية؛ وهو
ما عجز عنه قبل مئة عام؛ ليحقق نصرا تاريخيا غير مسبوق حتى لم يستطع المسلمون إعادة
مساجدهم إلا بطلب مساواتها بالمراقص!
وقد ذكر الشيخ رشيد رضا في مجلة المنار
-قبل ما يقارب المئة سنة- محاولات النظام الدولي ممثلا بالحكومات الاستعمارية الصليبية؛
لمنع الحج والسيطرة على المسجد الحرام بذريعة المحافظة على الصحة! وكشف رشيد رضا غيظهم
من الشعائر، فقال: (وقد كان لي وقفة ونظر في اقتراحه على الحكومات المختلفة في الدين
والسياسة، أن تشدد على حجاج بلادها الفقراء، فيما تفرضه من الشروط للسماح لهم بالسفر
إلى الحجاز، لا لأن هذا الاقتراح منكر في نفسه؛ بل لأن الحكومات الاستعمارية التي تكره
للمسلمين المرزوئين بسيطرتها عليهم أن يؤدوا هذه الفريضة لم تقصر في إرهاقهم بالشروط
المالية والصحية، بل أنا أعلم علم اليقين أن جميع الدول الاستعمارية تمقت قيام المسلمين
بهذه الفريضة، وتتعاون على صدهم عنها بما تستطيع من حول وحيلة، ولولا ما لبواخرها وتجارتها
من المنافع ومن نقل الحجاج لكان تشديدهم في الصد أكبر، ولكن ما وضعوه من العواثير والعقاب
في سبيل الحج باسم المحافظة على الصحة، قد أنالهم بعض مرادهم منه بقلة من يتحمل مشقته
من ملوك المسلمين، وأمرائهم المترفين، وأغنيائهم المحسنين، وزعمائهم المفكرين.
وقد كانوا حاولوا أن يقرروا في مؤتمر طبي
عقد بمصر في أوائل عهد الاحتلال البريطاني أن الحجاز بيئة وبائية بطبعه، يجب جعله تحت
سلطة الحجر الدولي دائما لذاته! فجاهد المرحوم سالم باشا سالم كبير أطباء مصر (والطبيب
الخاص لسمو الخديوي توفيق باشا وأسرته) يومئذ جهادا كبيرا دون ذلك، حتى دحض كل شبهة
تؤيد هذا الاقتراح).
فجاهل أو مكابر كل من يدّعي أن إغلاق المساجد
في العالم العربي عام الردة 2020م من عمان شرقا إلى موريتانيا غربا، وتعطيل الجمع والجماعات
سنة كاملة، ومعاقبة من يصلي جماعة وتجريمه وحبسه وتغريمه؛ كان التزاما بالفتوى الشرعية،
وليس خضوعا لقرارات منظمة الصحة والنظام الدولي وهيئاته الصليبية الوثنية!