أيها المسلمون استعدوا
"أرض الحرمين"
في خطر!
بقلم أ د حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
7/ 6/ 1442هـ
20/ 1/ 2021م
تواجه جزيرة العرب خطرا حقيقيا محدقا بها غير مسبوق في تاريخها، ففي الوقت
الذي قطع مشروع "التغريب" و"الردة" عن الإسلام شوطا كبيرا في سلخ
شعوبها عن دينها وهويتها داخليا، وفتح الباب على مصراعيه أمام الوثنية والصليبية تحت
شعار التسامح! وفرض تهويدها بالثقافة الصهيونية تحت شعار التطبيع والسلم! في ظل أنظمة
وظيفية دكتاتورية مبتوتة عن شعوبها تنفذ كل ما يمليه عليها النظام الدولي!
وفي ظل رعاية دولية صليبية للمشروع الإيراني الطائفي الصفوي الذي تحالف
مع المحتل الأمريكي في أفغانستان ٢٠٠١م ثم العراق ٢٠٠٣م، ومع المحتل الروسي في سوريا
٢٠١٥م!
وفي ظل تهيئته عسكريا -منذ الربيع العربي وثورة الشعوب العربية- للاستعداد
لمواجهة أي حراك لشعوب جزيرة العرب عبر ميليشيات "الحوثي" في اليمن جنوبا،
و"الحشد الشعبي" في العراق شمالا، و"فيلق القدس" في إيران شرقا،
وجاهزية (الإسلام الأمريكي) والجماعات والأحزاب السنية الوظيفية فكريا ونفسيا للاصطفاف
مع المحتل الأمريكي الإيراني كما فعلت في أفغانستان والعراق وسوريا، واستعدادها للتحالف
مع المحتل الأمريكي والقتال معه والمجيء على ظهر دبابته بدعوى إقامة الحرية والديمقراطية
على النمط العراقي والأفغاني!
= فإن جزيرة العرب تكون فعليا
في حكم الساقط سياسيا وعسكريا وهي قاب قوسين أو أدنى من زحف الحملة الصليبية الصفوية
المشتركة عليها تحت أي ذريعة لتقسيمها وتدميرها وتسليم الحرمين للقوى الباطنية الصفوية؛
الحليف التاريخي للحملات الصليبية منذ وجودها!
وهو ما يوجب على الأمة وشعوبها كلها الاستنفار والاستعداد للتصدي للمشروع
الشيطاني، خاصة دولها المركزية المرشحة للتدخل العسكري لحماية الحرمين كتركيا وباكستان،
حتى لا يتكرر مشهد المذابح الطائفية في العراق وسوريا على يد إيران وميليشياتها في
الخليج وجزيرة العرب فتذهب مكة والمدينة كما ذهبت بغداد ودمشق!
إن كل من يهوّن من الخطر الصفوي الإيراني هو جزء من هذا المشروع الشيطاني
الذي استحل قتل ملايين المسلمين في أفغانستان والعراق وسوريا؛ خدمة للحملة الصليبية
وللنظام الدولي ومشروعه الطائفي على حساب دماء شعوب الأمة ومصالحها العليا، فقد:
١- تحالفت إيران مع أمريكا لاحتلال أفغانستان
وكانت أحزاب تحالف الشمال السنية هم حلفاء إيران في أفغانستان ودخلوا كابل
على ظهر دبابة المحتل الأمريكي ٢٠٠١م!
٢- ثم تحالفت إيران مع المحتل الأمريكي البريطاني في العراق باعتراف رئيسها
ومسئوليها، وكان حزب الدعوة والمجلس الأعلى الشيعيان والحزب الإسلامي السني هم حلفاء
إيران في العراق واستلموا السلطة ببغداد من المحتل الأمريكي ٢٠٠٣م!
٣- وشاركت حماس ذراع إيران في فلسطين في سلطة أوسلو وانتخابات ٢٠٠٦ بإشراف
أمريكي!
٤- وشارك حزب الله ذراع إيران في حكومة لبنان ٢٠٠٨ برعاية أمريكية فرنسية.
٥- وتحالفت إيران مع المحتل الروسي
في سوريا، وقتل حليفها بشار وحزب الله وقاسم سليماني مليون سوري وهجروا عشرة ملايين
مسلم سني في أخطر تغيير ديمغرافي لتأمين حدود إسرائيل بالأقليات الدينية .
وما تزال إيران وحلفاؤها يقومون بأدوارهم ويخدعون السذج بشعار "قوى
المقاومة والممانعة" و"الموت لأمريكا" بينما القتل والفتك للمسلمين
المستضعفين!
لقد غدت مصطلحات (العدو) و (المحتل) و(المقاومة) ألفاظا خادعة لا حقيقة
لها في قاموس "حزب الله" و"حماس أسلو" و "الحوثي"!
فليس "العدو" هو من يقتل ويشارك في قتل مليون مسلم عراقي ومليون
مسلم سوري بالتحالف مع الحملة الصليبية والمحتل الأمريكي الروسي؛ بل العدو فقط المحتل
الصهيوني!
وليست "المقاومة" هي القوى العراقية السنية التي جاهدت المحتل
الأمريكي؛ بل الميليشيات الطائفية التي جاءت معه على ظهر دبابته!
ولا القوى السورية التي جاهدت المحتل الروسي هي "المقاومة"؛
بل قاسم سليماني وحزب الله اللذان قاتلاها مع بوتين وروسيا!
ولا أمريكا وروسيا قوى احتلال يجب مقاومتهما؛ وإنما فقط إسرائيل حصرا هي
المحتل، فأما أمريكا وروسيا هما الضامن لعملية السلام في فلسطين!
وصدق الله ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون
بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾ [الحج: ٤٦]!
﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا
عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول
وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم
بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل . إن يثقفوكم
يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون﴾ [الممتحنة:
١-٢]
﴿إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا
على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون﴾ [الممتحنة: ٩]