تركيا .. ويوم الفتح!
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
٨/ ١١/ ١٤٤٤هـ
٢٨/ ٥/ ٢٠٢٣م
تركيا اليوم هي أهم بلد إسلامي ونتائج انتخاباتها غدا هي أهم حدث يرقبه
العالم فيها منذ سقوط الخلافة حتى اليوم، والتي ستحدد مصير شعوب المنطقة بل العالم
الإسلامي كله، بعد أن غدت تركيا أهم ساحات المواجهة بين الأمة والحملة الصليبية الغربية،
فإما أن تمضي تركيا والأمة معها في طريق التحرر والنهضة -وهي ماضية بإذن الله- وإما
أن يعيدها الغرب ونظامه الدولي وحملته الصليبية إلى وصايته ونفوذه عبر حلف أحزاب الضرار
العلمانية الإسلامية (كليشدار - تمل كاراملا - داود أوغلو) وهي الأحزاب الوظيفية نفسها التي يحكم بها الغرب العالم
الإسلامي منذ سقوط الخلافة واحتلاله حتى اليوم من أندونيسيا وباكستان شرقا إلى الجزائر
وموريتانيا غربا تارة بشعارات علمانية وتارة بشعارات إسلامية!
وهو تحالف الأقليات نفسها (طائفيا وحزبيا وقوميا وأسريا) الذين احتلت
بهم أمريكا وبريطانيا أفغانستان سنة ٢٠٠١ والعراق سنة ٢٠٠٣ وتجهزهم أمريكا منذ
٢٠١١ لتقسيم سوريا وتركيا!
حيث تحتضن لندن وواشنطن بالإضافة إلى القوى الليبرالية العلمانية مقرات
أكبر الجماعات الإسلامية العربية والتركية على حد سواء التي باتت جزءا من المعسكر الغربي
ونظامه الدولي تماما كالجامعة العربية ودول المؤتمر الإسلامي وأنظمتها الوظيفية!
وقد كشفت هذه الجبهة العلمانية الإسلامية القناع عن وجهها الحقيقي في
موقفها من اللاجئين السوريين -الذين هم آخر ضحايا المشروع الأمريكي الغربي لإعادة احتلال
المنطقة وتقسيمها- وتهديدها بطردهم من تركيا وإعادتهم للأسد الذي لا يخفي كليشدار أوغلو
رئيس حزب الشعب اليساري العلماني ولا تمل أوغلو رئيس حزب السعادة الإسلامي انحيازهما
له منذ بدء ثورة الشعب السوري! وهو الموقف نفسه الذي يتعرض له اللاجئون السوريون وفي
الوقت نفسه في لبنان والخليج بترتيب أمريكي لإعادتهم قسرا للنظام الإجرامي الطائفي
لتأهيل بشار الأسد من جديد الذي حضر مؤتمر الجامعة العربية في جدة للإعلان باسم النظام
العربي عن مواجهة المشروع العثماني! وهي المهمة التي تريد أمريكا من العرب اليوم القيام
بها لحصار تركيا فلم يجدوا إلا الأسد ليصرح بها في مؤتمرهم تماما كما جمعت بريطانيا
العرب في مؤتمر الكويت في ديسمبر ١٩١٦ للإعلان عن تحالفهم مع الحملة الصليبية البريطانية
الفرنسية ضد الخلافة العثمانية!
وما زالت الأمة وشعوبها تخوض صراعها التاريخي من أجل التحرر وما زال تحالف
الأقليات يعيقها منذ مؤتمر الكويت ١٩١٦ إلى مؤتمر جدة ٢٠٢٣ م!
وسيكون غدا بإذن الله ٢٩ مايو هو يوم الإعلان عن الفتح الثاني والنصر
على الحملة الصليبية وحلف الأقليات الوظيفية واستعادة الأمة وشعوبها لدورها التاريخي
كما كان ٢٩ مايو ١٤٥٣م هو نفسه يوم فتح القسطنطينية الأول!