المرجعيات الدينية
والمعايير الأمريكية
22 /3/ 1443
28/ 10/ 2021
بعد دخول أمريكا الخليج وجزيرة العرب عسكريا عام ١٩٩١ واحتجاج العلماء
والدعاة في السعودية ضد استمرار هذا الوجود العسكري وحدوث عمليات ضد قواعدها؛ انتقلت
إلى قطر فتأسس ١٩٩٦ وفي آن واحد قاعدة العديد وقناة الجزيرة وبرنامج الشريعة والحياة؛
لصناعة خطاب إسلامي متسامح مع الاحتلال الأمريكي!
وقد شكل برنامج "الشريعة والحياة" -عبر "قناة الجزيرة"
بحضورها الإعلامي- مرجعية دينية وخطابا متصالحا مع المحتل الأمريكي ومؤمنا بالديمقراطية
التي بشّرت بها الحملة الصليبية وتُوّج ذلك بفتوى جواز القتال مع الجيش الأمريكي، وتعاون
الحركة الإسلامية مع أمريكا في احتلال أفغانستان والعراق!
وبعد احتلال الحملة الصليبية أفغانستان ٢٠٠١ والعراق ٢٠٠٣ وجدت أمريكا
أن خطاب برنامج "الشريعة والحياة" الديني؛ لم يجد صدى في جزيرة العرب كما
وجده في غيرها؛ لوجود العلماء التقليديين في السعودية، فتأسس في قطر مركز راند
٢٠٠٣ واتحاد علماء المسلمين ٢٠٠٤م؛ لتعزيز هذا الخطاب الإسلامي الأمريكي!
وقد وظفت أمريكا عبر دول الخليج الحركة الإسلامية
في تنفيذ مشروع راند؛ لبناء شبكات الإسلام (الديمقراطي) وتعزيز شرعية الأنظمة الوظيفية،
وشرعنة توجهاتها العلمانية، والتي توجت بحصار المساجد، وكان لقناة العربية والجزيرة
ولاتحاد علماء المسلمين الدور الأبرز في التحريض على إغلاقها بذريعة كورونا!
وتتنافس دول الخليج لدى أمريكا على صناعة مرجعيات
دينية وظيفية: حركية عبر قطر، وسلفية عبر السعودية، وصوفية عبر الإمارات. وتعمل قطر
على صناعة مرجعياتها برعايتها لاتحاد علماء المسلمين، والمؤتمرات الأخرى الرديفة له؛
للاستمرار في توجيه الحالة الدينية والتحكم بها؛ وفق مشروع مركز راند الأمريكي!
وتتواطأ هذه المرجعيات الدينية الوظيفية الثلاث:
السعودية (رابطة العالم الإسلامي) والقطرية (اتحاد علماء المسلمين) والإماراتية (حكماء
المسلمين) -مع اختلاف توجهاتها والصراع بين رعاتها- على السكوت عن الحملة الصليبية،
ومشروع التغريب الذي يفرضه المحتل الأمريكي على شعوب الخليج؛ لسلخها من دينها!