الزموا جماعة المسلمين
ولن تضلوا!
٢٣/ ١٠/ ١٤٤٤هـ
١٣/ ٥/ ٢٠٢٣م
عامة المسلمين من أهل المساجد هم أهل الإسلام وجماعته، وذخيرته، وعدته،
على اختلاف بلدانهم وألوانهم وأوطانهم، وهم المعصومون بعمومهم من أن يضلوا عن سبيل
الله، والمأمور كل مسلم بلزوم جماعتهم، كما في قوله تعالى: ﴿ومن أحسن قولا ممن دعا
إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين﴾، وحذر الله من مخالفة سبيلهم ﴿ويتبع غير
سبيل المؤمنين نوله ما تولى﴾..
وكما قال النبي ﷺ في الصحيح لحذيفة: (الزم جماعة المسلمين)، وقال ﷺ: (ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن.. ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحوط
من ورائهم)، وقال عن خروج النساء للعيد (يشهدن الخير ودعوة المسلمين)، وكما في سؤاله ﷺ (اللهم أمتي أمتي! فقال الله لن نسوءك في أمتك) وقال: (إنا لن نخزيك في
أمتك)..
وقال ﷺ: (من خرج على أمتي .. فليس مني)..
فأمة محمد ﷺ هم عامة المسلمين وجماعتهم من أهل المساجد ومن والاهم على الإسلام والإيمان
وأحبهم وانحاز إليهم، وإن قصر به عمله..
فإذا رأيت عامة المسلمين في كل بلد فرحوا بأمر عام، ورجوه فاعلم أنه خير
للإسلام وأهله، وإذا رأيتهم كرهوا أمرا عاما وخشوه، فاعلم أنه شر، مهما خالفهم فيه
هيئات الفتوى وأحزاب الحركة الإسلامية وجماعاتهم الدينية والسياسية والجهادية ممن لم
يجعل الله لهم من العصمة ما لعموم المسلمين وجماعتهم، إذ قد تحمل العصبية أهل البلد
الواحد، أو الجماعة الواحدة، أو الحزب الواحد على التواطؤ على الباطل، ولا يجمع عامة
المسلمين على اختلاف بلدانهم وقبائلهم ومذاهبهم إلا عصبية الإسلام، ولا يتواطئون إلا
على ما يحبه الله ويرضاه!
كما قال النبي ﷺ: (ما
رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن)..
وكلما كان ولاء المسلم للأمة وعامتها كان أهدى سبيلا، كما اشترط الله
تعالى على من جاهد في سبيله ﴿ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة﴾
وهي الولاية لغيرهم..
فكل من اتخذ من دون الأمة وعامة المؤمنين وليجة وولاية يعصوصب لها سواء
قومية أو وطنية أو قبلية أو طائفية أو مذهبية أو حزبية، وتولى ما تولت، ووقف حيث وقفت
دولته أو جماعته أو حزبه، لا حيث يقف عامة المسلمين وأهل المساجد على اختلاف بلدانهم
فقد اتبع غير سبيل المؤمنين!
وانظر في واقع الأمة المعاصر القريب -وقس عليه ما شئت- كيف وقف عامة المسلمين
وأهل المساجد فيها بقلوبهم ومشاعرهم ضد انحياز حكوماتهم للحملة الصليبية على أفغانستان
والعراق، ولم يتأثروا بإعلام دولهم الذي كان يروج لها، وكيف تورطت الحركة الإسلامية
وأحزابها بانحيازها للعدو المحتل بدعوى مكافحة الإرهاب وإقامة الديمقراطية!
وانظر كيف كان يدفع عامة المسلمين من كل البلدان أموالهم وأبناءهم لتحرير
العراق وأفغانستان حتى سجن منهم الآلاف -وما زالوا- قياما بالواجب الشرعي والفرض العيني،
بينما كانت أحزاب الحركة الإسلامية تشارك المحتل الأمريكي في تشكيل حكوماته الوظيفية
في أفغانستان ٢٠٠١ والعراق ٢٠٠٤ وفلسطين ٢٠٠٦ م وفي كل بلد يخضع لنفوذه!
وكانت أحسن الجماعات الإسلامية حالا - ممن لم يشارك منها في القتال في
سبيل الله - من لزم الحياد حتى ينزل المهدي أو تقوم الخلافة! فأعادوا عقيدة الإرجاء
جذعة! فلا يجاهدون بنفس ولا مال حتى كانوا كما قال إبراهيم النخعي عنهم (لفتنة المرجئة
أخوف على الأمة من فتنة الخوارج)!
وانظر أين تقف الحركة الإسلامية اليوم في تركيا وحزب السعادة أكبر أحزابها
وأين يقف عامة المسلمين وأهل المساجد!
وربما خدع ملك أو رئيس عامة شعبه في بلده إلا أنه لا يستطيع خداع عموم
المسلمين وأهل المساجد منهم في كل بلدان المسلمين (يأبى الله ذلك والمؤمنون)!