﴿لهم في الدنيا خزي﴾
28 رمضان 1441
21
مايو 2020
إصرار العرب وتواطؤ الملأ من رؤسائهم وعلماء السوء
منهم على إغلاق المساجد في دولهم بذريعة كورونا، واعتبارهم رعاية الصحة العامة أوجب
من إقامة شعائر دين الله -خاصة في الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى ومساجد جزيرة العرب
حتى خلت بيوت الله من عمارها في شهر رمضان لأول مرة في تاريخ الإسلام- هو نذير شؤم
لهم، وخزي وقع بهم، وإيذان بقرب نزع ولايتهم على مساجد الله، واستبدال غيرهم بهم، كما
ورد في الوعيد القرآني، فإنه ما اجترأ أحد على حرمات الله وشعائره إلا أدال عليه وأخزاه
وأذله كما قال تعالى:
﴿وَمَن أَظلَمُ مِمَّن مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ
أَن يُذكَرَ فيهَا اسمُهُ وَسَعى في خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُم أَن يَدخُلوها
إِلّا خائِفينَ لَهُم فِي الدُّنيا خِزيٌ وَلَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ﴾ [البقرة:
١١٤]
قال الطبري في تفسيره (الخزي: العار والشر والذلة)!
وقال سبحانه:
﴿وَما لَهُم أَلّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُم
يَصُدّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ وَما كانوا أَولِياءَهُ إِن أَولِياؤُهُ إِلَّا
المُتَّقونَ وَلكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمونَ﴾ [الأنفال: ٣٤]
وقال فيمن يستحق الولاية على مساجده:
﴿إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَن آمَنَ
بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا
اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَن يَكونوا مِنَ المُهتَدينَ﴾ [التوبة: ١٨]
وإن أول الخزي ما أوقع الله في قلوب المؤمنين
في مشارق الأرض ومغاربها من إنكارهم هذا الأمر العظيم وكراهتهم له، وبغض من أمر بإغلاق
المساجد، ومن أفتى لهم به، وسقوطهم من عيون أهل الإيمان والصلاح، ودعاؤهم عليهم، وتمنيهم
زوالهم، وأن يستبدل الله بهم خيرا منهم!