كرادلة
مجمع (العربي الجديد)!
7 رمضان 1441
30 أبريل 2020
لمصلحة مَن تروج قناة الجزيرة وشيعتها وكتابها
وشيوخها وقناة (العربي الجديد) وجوقتها الدجل والتضليل والتحريض على إغلاق المساجد!
ولم تحملتا كبر هذه الحملة الإعلامية للتحريض
على إغلاق المساجد في العالم كله حتى وصلت الهند التي تقوم حكومة مودي الهندوسية بفتنة
المسلمين عن دينهم وهدم مساجدهم؟!
وما علاقة ذلك كله بالاتفاقيات التي وقعتها قطر
بعد الحصار مع أمريكا ٢٠١٧ للتعاون لمواجهة التطرف الإسلامي؟
إن ما يروجه شيوخ (الاتحاد العالمي لعلماء قطر)
-حيث مقر معهد راند- بجواز إغلاق كل المساجد للمرض والوحل كما فعل النبيﷺ! هو افتراء على النبيﷺ وعلى الشرع وعلى التاريخ!
فلم يغلق النبي ﷺ مسجده قط أو يعطله بسبب المرض أو الوحل ولا لغيرهما من الأعذار!
ولم تنتظر الدول العربية رأي هيئات الفتوى لاتخاذ
قرار إغلاق المساجد كما يدعي شيوخ الاتحاد! ولم تجمع الهيئات العلمائية على هذه الفتوى
الشيطانية؛ فقد رفضها أكثر علماء الأمة في كل بلد!
وليس حال الدول العربية الوظيفية الصليبية كحال
عمر والخلافة الراشدة لتجمع أهل العلم والرأي لمثل هذه النازلة!
فالسفير الأمريكي في كل بلد قائم بالمهمة عن الجميع!
وليست هذه نازلة ليتعرف المسلمون حكمها من (كرادلة
مجمع نيقية العربي)!
وقد صلى النبي ﷺ في مسجده وسجد في الماء والطين من شدة المطر، كما في الصحيحين،
ولم يؤثر عنه قط أنه صلى هو ومن حول مسجده في بيته بسبب المطر أو البرد أو الوباء
-الذي كان يصيب كل من دخل المدينة- بل كان يصلي في مسجده، وإنما رخص لهم في الجمع بين
الصلاتين في المطر، ورخص لمن لم يستطع المجيء للمسجد بسبب السيول أن يصلي في بيته دون
أن تعطل الجماعة في المسجد!
والأذان بالصلاة في الرحال إنما شرع أصلا في السفر،
فأخذ به الصحابة في الحضر، ولا يقتضي تعطيل المسجد من الجماعة المجاورة له - فضلا عن
إغلاق المسجد بوجه من أخذ بالعزيمة - وإنما هو رخصة لمن يعيقه المطر والبرد فيصلي في
رحاله، وإنما شرع ذلك النبي ﷺ في السفر فصلى بمن معه من خاصة أصحابه، وأذن
للناس أن يصلوا في رحالهم ولا يوجد مسجد في السفر حتى يعطل ويغلق!
ففي الصحيحين (أذن ابن عمر في ليلة باردة بضجنان
-جبل قريب مكة- ثم قال: صلوا في رحالكم، فأخبرنا أن رسول الله ﷺ كان يأمر مؤذنا يؤذن، ثم يقول على إثره: ألا صلوا في الرحال
في الليلة الباردة، أو المطيرة في السفر).
وفي مسند أحمد وصحيح ابن خزيمة وابن حبان والحاكم
عن أبي أسامة الهذلي وعن الحسن عن سمرة بن جندب: (أن نبي الله ﷺ قال يوم حنين في يوم مطير: الصلاة في الرحال).
وفي رواية: (رأيتنا مع رسول الله ﷺ زمن الحديبية مطرنا، فلم تبل السماء أسافل نعالنا، فنادى
منادي النبي ﷺ: أن صلوا في رحالكم).
فالصلاة في الرحال عند وجود الأعذار رخصة وليست
عزيمة باتفاق الفقهاء، كما في صحيح مسلم عن جابر، قال: (خرجنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فمطرنا، فقال: ليصل من شاء منكم في رحله).
فقول
النبي ﷺ (ليصل من شاء منكم في رحله) رخصة وليست عزيمة،
فمن أراد أن يشهد الجماعة في المسجد ويصلي مع الأمام فهو أفضل بلا خلاف فمن منعه من
شهودها فقد دخل في عموم ﴿ومن أظلم ممن منع مساجد الله﴾ أي لا أكفر ولا أطغى ممن فعل
ذلك!
وقد أجاب ابن حجر في الفتح عن استشكال قول المؤذن
حي على الصلاة وقول صلوا في الرحال فقال في الفتح ٢/ ١١٣ (ويمكن الجمع بينهما ولا يلزم
منه ما ذكر بأن يكون معنى الصلاة في الرحال رخصة لمن أراد أن يترخص ومعنى هلموا إلى
الصلاة ندب لمن أراد أن يستكمل الفضيلة ولو تحمل المشقة ويؤيد ذلك حديث جابر عند مسلم
قال خرجنا مع رسول الله ﷺ في سفر فمطرنا فقال ليصل من شاء منكم في رحله)!
فالاستدلال بأحاديث الصلاة في الرحال الاستثنائية
على إغلاق كل المساجد في العالم العربي كله حتى في بلدان وأقاليم ومدن ليس فيه وباء
حتى تعطلت الجمعة والجماعة مدة شهرين هو من عمل الشيطان وحزبه ومن فتنة المسيح الدجال
وشيعته وإن تدثروا بدثار أهل الإسلام ورفعوا شعار العلم والإيمان!
﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم
تَتَّقونَ﴾ [الأنعام: ١٥٣]