فايروس
كورونا العربي!
15
شعبان 1441
9
أبريل 2020
كورونا وتغول
الدول
كشفت أزمة كورونا خطورة تغول الدولة العلمانية،
خاصة الدكتاتورية منها كالأنظمة العربية، وتوحش المجتمعات المادية، وخطورة العلم المادي
حين يتخلى عن القيم الإنسانية والروح الإيمانية، حيث تتحول الدولة إلى وحش شيطاني تقتل
شعبها باسم الرحمة، وتختطف المجتمع ذهنيا، وتعتقله بدنيا، باسم الحفاظ على أمنه! ويصبح
العلماء والأطباء كالقراصنة يطاردون المرضى البؤساء من بيت إلى بيت باسم الصحة! حتى
تخلى المرء بعد كورونا عن أخيه وأمه وأبيه خوفا منها على نفسه!
إن حرمان الملايين من الأصحاء من حقهم الإلهي
في الحياة الطبيعية والحرية والعبادة وحرمان الملايين من الفقراء من طلب الرزق، بحجزهم
في بيوتهم، وعزلهم قسرا بدعوى الخوف عليهم من المرض أو الموت كل ذلك ضرب من الطغيان
السياسي، والجنون الإنساني! فأسباب الموت كثيرة ومن يموت من الفلونزا وغيرها من الأمراض
سنويا أكثر ممن يموت من كورونا بل إن ضحايا الحروب التي تشنها الدول أضعاف أضعاف ضحايا
كورونا!
وصدق أبو العتاهية حين قال:
يسوسون الأمور بغير عقل
وينفذ أمرهم ويقال ساسه!

أثبت هذا الاستطلاع فشل حملة النظام العربي الإعلامية
وجماعاته الوظيفية لإعادة تأهيله سياسيا واستعادة ضبط المنطقة والسيطرة عليها وطي ملف
الربيع العربي تحت شعار مكافحة كورونا!
كما أثبت أن الخطر على الشعوب العربية هو النظام
العربي الوظيفي ثم النظام الإيراني الطائفي والمحتل الأمريكي الروسي!
لقد بدأ
الرأي العام العربي يستفيق من صدمة أزمة كورونا ويتجاوز سياسة الرعب التي مارستها عليه
الأنظمة الوظيفية بذريعة مكافحة خطر كورونا لتصبح هذه الأنظمة فجأة خط الدفاع الأول
عن شعوبها وعن حياتها ومصالحها بعد أن كانت الخطر الأول الذي ينفذ أهداف العدو الدولي
الذي يحتل أرضها ويهجرها من أوطانها وينهب ثرواتها؟
فالأنظمة العربية الوظيفية والدكتاتورية أشد خطرا
على حياة شعوبها وصحتها الجسدية والنفسية والعقلية من وباء فايروس كورونا وكل انشغال
به عن مكافحتها هي ومقاومة فسادها ومواجهة استبدادها وإزالتها والقضاء عليها وتطهير
الأرض من شرورها هو تأخير لشفاء شعوب الأمة من أشد الأوبئة والأخطار فتكا بها!
إن (فايروس كورونا) ليس مؤامرة بل وباء حقيقي
كغيره من الأوبئة التي ما تزال تفتك بالإنسان ويكافحها!
وإنما المؤامرة هو (كورونا فوبيا) الذي تستغله
كثير من الدول خاصة العربية لإرهاب شعوبها وفرض أجنداتها ليتحول الجميع إلى أبواق للأنظمة
الدكتاتورية وجنود في خندقها لمواجهة عدو الوطن المشترك: فايروس كورونا!
لقد بدأ فايروس "كورونا العربي" يؤتي
ثماره - كما خطط له في "صفقة القرن" - بإعادة العلاقة بين السيسي وخصومه
وبشار ومعارضيه والاصطفاف في خندق النظام العربي الوظيفي لمواجهة ثورة شعوبه تحت شعار
"مكافحة كورونا"!
وسيتفاجأ الجميع بالموجة القادمة للربيع العربي
الذي ستفجرها إجراءات مكافحة كورونا البوليسية!