جددوا
إيمانكم!
2 شوال 1441
25 مايو 2020
قال النبي ﷺ: (إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ - يبلى ويندثر- فِي جَوْفِ
أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الْخَلِقُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ
الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ)!
النظرة إلى الحياة والموت أساس لفهم أحكام الإسلام
كلها، أصولا وفروعا، فليس حال من قال الله عنهم ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ
أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ
وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى
بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ
الفَوزُ العَظيمُ﴾ كحال من قال عنهم
﴿وَلَتَجِدَنَّهُم أَحرَصَ النّاسِ عَلى حَياةٍ
وَمِنَ الَّذينَ أَشرَكوا يَوَدُّ أَحَدُهُم لَو يُعَمَّرُ أَلفَ سَنَةٍ وَما هُوَ
بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصيرٌ بِما يَعمَلونَ﴾
وقال عنهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَكونوا
كَالَّذينَ كَفَروا وَقالوا لِإِخوانِهِم إِذا ضَرَبوا فِي الأَرضِ أَو كانوا غُزًّى
لَو كانوا عِندَنا ما ماتوا وَما قُتِلوا لِيَجعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسرَةً في قُلوبِهِم
وَاللَّهُ يُحيي وَيُميتُ وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾!
وإذا كان لزوم الملايين من الأصحاء في البيوت
وتركهم للمساجد وصلواتهم وكسب عيشهم والالتزام بالتباعد الاجتماعي فلا يمس أحد أحدا
خوف المرض يتوافق مع الفلسفة المادية الإلحادية الغربية والحرص على الحياة، فإنه يصطدم
مع الإسلام وأحكامه وأصوله وفروعه، وهذا هو التطير عينه الذي نفاه الإسلام وحرمه فقال
ﷺ (لا عدوى ولا طيرة)!
وإذا كانت الصلاة جماعة لم تسقط في ساحة الحرب
وشدة الخوف منذ شرعت صلاة الخوف ونزل قوله تعالى: ﴿وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ
الصَّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ وَليَأخُذوا أَسلِحَتَهُم فَإِذا سَجَدوا
فَليَكونوا مِن وَرائِكُم وَلتَأتِ طائِفَةٌ أُخرى لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ
وَليَأخُذوا حِذرَهُم وَأَسلِحَتَهُم وَدَّ الَّذينَ كَفَروا لَو تَغفُلونَ عَن أَسلِحَتِكُم
وَأَمتِعَتِكُم فَيَميلونَ عَلَيكُم مَيلَةً واحِدَةً وَلا جُناحَ عَلَيكُم إِن كانَ
بِكُم أَذًى مِن مَطَرٍ أَو كُنتُم مَرضى أَن تَضَعوا أَسلِحَتَكُم وَخُذوا حِذرَكُم
إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلكافِرينَ عَذابًا مُهينًا﴾ إلا في حال الالتحام مع العدو
فيصلي المقاتل على أي حال كان؛ فلا يتصور إسقاط الجمعة والجماعة وتعطيل المساجد كلها
في كل البلد في حال الأمن تحت أي عذر!
فالجمعة فرض على الأعيان بالنص والإجماع، والصلوات
الخمس في المساجد فرض كفاية على أهل كل مسجد عند الجمهور، وعلى الأعيان عند الحنابلة
وقول للشافعية والظاهرية وأهل الحديث، وفرض الكفاية هو الذي إذا قام بها بعض المسلمين؛
سقط الفرض والإثم عن الباقين، فإذا لم يقم به أحد؛ أثم الجميع!
فترك فروض الكفاية كلية من الجميع محرم بالنص
والإجماع!