﴿ألا في الفتنة سقطوا﴾
7 شوال 1441
30 مايو 2020
ليس أشد فتنة على الأمة - وهي تواجه هذه الحملة
الصليبية والتداعي الأممي عليها - من تعريض قطعيات دينها وشعائره للاجتهاد، وبما يخدم
ما يريده العدو من هدمه، تحت شعار التجديد، والتيسير، أو فقه المقاصد؛ ليصبح الاجتهاد
معول هدم في منظومة أحكام الإسلام العقائدية والتشريعية والأخلاقية، لتقليد المحتل
واتباع سبيله!
لقد كشفت فتنة كورونا عن مدى قدرة المحتل الغربي
ومنظماته الدولية على التدخل والتحكم في أخص خصائص شعائر المسلمين، وهي المساجد والصلوات
الخمس والعمرة والحج، وتوظيف كل حدث في تهميش دورها والسيطرة عليها تدريجيا، تارة باسم
مكافحة الإرهاب، وتارة باسم الصحة، وكان الأخطر هو حدوث ذلك دائما بستار الفتوى الدينية
التي أجازت حتى تغيير هيئة الصلاة!
والواجب على أهل العلم بيان أحكام الله وعدم كتمانها،
وعدم لبس الحق بالباطل، كما قال تعالى ﴿لتبيننه للناس ولا تكتمونه﴾، وليس مهمتهم تبرير
ما تقوم به الدول والاعتذار لها والدفاع عنها ﴿فلا تخشوا الناس واخشوني ولا تشتروا
بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون﴾!
إن حفظ عقائد المسلمين من الزيغ والانحلال، باعتقادهم
وجوب أركان الإسلام وفرائضه عليهم، وعلمهم بحدود ما أنزل الله من قطعيات دينهم، وكفر
تركها، أهم وأوجب من فعل الشعائر بلا اعتقاد منهم بها، فالإيمان بها وبفرضيتها يسبق
عملها، ولهذا فرق الفقهاء بين ترك الواجب عملا فقط وتركه اعتقادا واستحلالا.