الحمد لله وحده..
وصلى الله وسلم على من لا
نبي بعده..
وبعد..
فهذا كتاب (جوامع الهدي النبوي)، في كل أبواب الدين المهمة: في بيان معاني التوحيد وغاياته،
وأركان الإيمان، وحقيقة الإحسان، وفرائض الإسلام، وأصول الشرائع والأحكام، إلى آخر
باب جامع لوصاياه ﷺ، تحريت فيها الأحاديث
النبوية الجامعة لهدايات كل باب، كما قال تعالى: {وَإِن تُطِيعُوهُ
تَهْتَدُوا}[النور:54]، وكما قال ﷺ: "أوتيت جوامع الكلم"، وقد اخترت ثلاثة أحاديث
في كل باب؛ ليسهل حفظها على طلبة العلم، في ثلاثين بابا، بعدد أيام شهر رمضان
المبارك، حيث كنت أنشرها في كل يوم من رمضان في حسابي في التويتر، كما شرحتها شرحا
مختصرا، وقد تضمن الشرح شواهد نبوية لهذه الجوامع، بحيث يحيط طالب العلم بمعانيها
من السنة النبوية نفسها، كما جاءت عنه ﷺ، وقد تحريت في هذا الكتاب الأحاديث الصحيحة، ففيها
كفاية وهداية، وعامتها في الصحيحين أو أحدهما، أو في صحيح ابن خزيمة وابن حبان،
ولا أذكر كل من خرجها، بل أكتفي بمصدر أو مصدرين، من أمهات كتب السنة السبعة، بعد
ثبوت صحته عندي، وكل ما ورد في هذه الأبواب من هدايات، هو بيان وتفصيل لما جاء في
القرآن، كما قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ
لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل:44]..
ولذلك قدمت لكل باب بآيات
قرآنية هي الأصل، لتكون هذه الهدايات النبوية بيانا لها، في عصر أحوج ما تكون فيه
الأمة إلى هداياته ﷺ، في فهم القرآن،
للخروج من ملمات المحن، والنجاة من مدلهمات الفتن، التي تعصف بها، والوصول إلى حال
الرشد، كما تحقق في أصحابه ﷺ حتى قال الله
تبارك وتعالى عنهم: {أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}[الحجرات:7]، بعد تحقق
الاتباع المطلق منهم رضي الله عنهم له ﷺ، كما جاء في أول السورة، فلم يقدموا بين يديه ﷺ رأيا ولا هوى..
هذا ونسأل الله الثبات على
الأمر، والعزيمة على الرشد، وأن يحبب إلينا الإيمان، وأن يزينه في قلوبنا، ويجعلنا
من الراشدين، آمين آمين..
للتنزيل: كتاب (جوامع الهدي النبوي)