علماء سوريا
وواجب الوقت
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
٤/ ٧/ ١٤٤٦ هـ
٤/ ١/ ٢٠٢٥م
عودة الشيخ أسامة
الرفاعي إلى دمشق فرصة كبيرة لتعزيز التعاون بين علماء سوريا على اختلاف مدارسهم المذهبية
والفكرية والوقوف صفا واحدا مع القيادة والحكومة الجديدة للحفاظ على إنجازات الثورة
وأهمها احترام رأي أغلبية الشعب السوري في اختيار نظامه السياسي الجديد الذي يعبر عن
دينه وهويته التي حرم منها منذ سقوط الخلافة حتى اليوم بالتدخل الخارجي الأوربي وبشعارات
القومية والوطنية والليبرالية والعلمانية!
وقد سبق أن استضفنا
في "منظمة الأمة" بإسطنبول فضيلة الشيخ سارية الرفاعي في محاضرة إيمانية
كما زرنا في مطلع سنة ٢٠١٧ فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري
بمعية فضيلة الشيخ عيد عباسي وعدد من الشيوخ الأفاضل، وكان الإخوة في الهيئة الشرعية
في إدلب المحررة قد رغبوا منا السعي لدى الشيخ أسامة بالتعاون بينهم وبين المجلس الإسلامي
وتوجيه دعوة منهم إلى الشيخ بزيارتهم في إدلب وترحيبهم به واعترافهم بفضله ومكانته،
وقد رحب الشيخ أسامة حينها بالتعاون مع الجميع لتحقيق أهداف الشعب السوري وثورته.
وقد بات التعاون
اليوم بين علماء سوريا واجب الوقت للمشاركة في وضع الدستور وتأسيس النظام السياسي الجديد.
فقد كان تصريح وزير
الخارجية الفرنسي عن عقد مؤتمر لمتابعة ومراقبة المرحلة الانتقالية في سوريا وعرضه
على الحكومة السورية مشاركة فرنسا في خبرتها الفنية والقانونية لوضع الدستور الجديد
والتحدث باسم الأقليات هو إعلان صريح بوصاية فرنسا على سوريا وتذكير بشروط الاتحاد
الأوربي ليكون الدستور وفق موصفاته العلمانية كما كان أول دستور لسوريا سنة ١٩٣٢م تحت
الانتداب والاحتلال الفرنسي لها! وما لم يبدِ الشعب السوري وحكومته وعلماؤه وقواه الثورية
رفضهم القاطع لأي تدخل أوربي في شئونه الداخلية والخارجية فسيتم إعادة إنتاج نظام عربي
وظيفي جديد يعبر عن إرادة النظام الدولي والمحتل الغربي أكثر من تعبيره عن إرادة الشعب
السوري!