حقوق النبي ﷺ الأربعة على أمته
11 /3/ 1442هـ
28/ 10/ 2020مـ
لرسول الله ﷺ على أمته أربعة حقوق بنص القرآن لا يقبل الله الإيمان إلا بها فهي حقيقة
الإيمان وشرطه:
وقد جمعها قوله تعالى: ﴿فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي
أنزل معه أولئك هم المفلحون﴾ [الأعراف: ١٥٧]
فلا فلاح ولا نجاة إلا بأداء هذه الحقوق الأربعة له ﷺ الواجبة على كل مسلم وهي:
١- الإيمان المطلق به ﷺ - بلا
قيد ولا شرط - رسولا من الله، والتصديق بكل ما جاء به عن الله، بلا شك ولا تردد، كما
قال تعالى :
﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم
وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون﴾ [الحجرات: ١٥]
٢- وتعزيره وتوقيره وإجلاله، فلا
يتقدم أحد بين يديه، ولا يُرفع عنده صوت، ولا يُنادى باسمه ﷺ بل بوصف النبوة والرسالة، كما قال تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا
بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم . يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا
أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم
لا تشعرون﴾ [الحجرات: ١- ٢].
٣- حق النصرة له ﷺ وحقيقة
النصرة تتمثل في:
أ- حمايته ﷺ ومنع أحد كائنا من كان من أذيته بفعل أو قول كما كان يقول ﷺ للعرب (من يمنعني من يحميني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي).
وعلى هذا بايع الأنصار يوم العقبة، وبهذا مدحهم القرآن، وأثبت لهم وصف
الإيمان حقا ﴿والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك
هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم﴾ [الأنفال: ٧٤].
ب- الجهاد معه لإعلاء كلمة الله.
ج- عقاب من آذاه حتى لا يجترئ أحد على مقامه ﷺ .
٤- اتباعه ﷺ وطاعته طاعة مطلقة لا خيار فيها للمؤمن فيما شرعه وقضاه ﷺ.
كما قال تعالى: ﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن
يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا﴾ [الأحزاب: ٣٦].
وهذه الحقوق الأربعة رُتبت بنص القرآن بحسب الأولوية، فحق النصرة له ﷺ والذود عنه وعن مقامه الشريف أوجب من اتباعه وطاعته ﷺ.
وليس الاتباع له ﷺ هو النصرة
له، بل الاتباع: الاقتداء به، والنصرة: حماية مقامه والذود عنه ﷺ.
فنصرة النبي ﷺ لغة وشرعا هي الحماية، والإعانة على العدو، وكف العدوان عنه، وليست الاتباع
له!
ولا يعرف العرب - الذين نزل القرآن بلسانهم - النصرة بمعنى الاتباع قط!
فلا يقال نصر أخاه بمعنى أطاعه واتبعه!
وقال النبي ﷺ (انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا كيف ينصره ظالما قل يمنعه ويحجزه عن
الظلم).
وقد قدّم الله في الآية حق نصرة النبي ﷺ على واجب اتباعه؛ لأن بالنصرة والإعانة له يتحقق ظهور دينه ﷺ وأمره ونهيه وحكمه، والإلزام بطاعته، بظهور دولته ﷺ وعلو كلمته، ولأن مصلحة حمايته ﷺ وإعانته على عدوه منفعة متعدية لعموم الخلق، وأخص بجنابه ﷺ، بينما منفعة اتباعه ﷺ أخص بجانب المتبع وقاصرة عليه.