كمال كليشدار
اقتراف الخطيئة
والحسابات الخاطئة!
أ.د. حاكم المطيري
٥ / ١١/ ١٤٤٤هـ
٢٥/ ٥/ ٢٠٢٣م
تحول كليشدار فجأة من داعية للمحبة يرفع شعار قلب الحب ومن مرشح للمعارضة
الديمقراطية الليبرالية التي وعدت الشعب التركي بالحرية واحترام حقوق الإنسان وفق معيار
الاتحاد الأوربي إلى متطرف قومي نازي حاقد - لا يعرف قلبه الرحمة فضلا عن المحبة -
ليهدد بطرد اللاجئين السوريين وتهجيرهم قسرا دون احترام لأدنى حقوق الإنسان!
فاقترف هذه الخطيئة الأثيمة وتخلى عن كل دعاواه القديمة التي يدعيها هو
وكل حلفائه الإسلاميين ظنا منهم أن ذلك يزيد من فرصة نجاح تحالف الضرار المشئوم!
ونسي كليشدار ومن معه في غمرة حماسهم وهوسهم حد الجنون بأن هذه الخطيئة
بنيت على حسابات انتخابية خاطئة! وهي أن هؤلاء اللاجئين لا بواكي لهم ولا تأثير لهم
على الانتخابات! وليس هناك من يغضب من أجلهم في تركيا وخارجها!
وسيرى كليشدار كم كان واهما في ظنونه! وأن الأكثرية من الشعب التركي المسلم
ترفض هذه الخطيئة وتبرأ إلى الله منها وممن اقترفها وممن تحالف معه!
وأن لهؤلاء اللاجئين المستضعفين من التأثير المعنوي في الانتخابات أكبر
من كل الأحزاب المتطرفة التي اقترف كليشدار الخطيئة من أجلهم!
ولو قام كل مهاجر بإقناع ناخب تركي واحد فقط من أصدقائه أو جيرانه أو
أقاربه ليصوت لتحالف الجمهور والرئيس أردوغان بدلا من كليشدار فلن تقل الأصوات التي
يؤثرون فيها عن مليوني صوت على أقل تقدير كافية وحدها لحرمان كليشدار وتحالفه من النجاح
وهو ما سيكون بإذن الله!
وسيتذكر حينها ما قاله الشاعر الحكيم:
لا تكن محتقرا شأن امرئٍ
ربما كان من الشأن شئون!