مجرمون... بلا حدود!
19
شوال 1441
11
يونيو 2020
أثبتت أزمة كورونا بأن منظمات الأمم المتحدة ذات الطابع الإنساني المدني
كمنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، لا تقل إجراما وخطرا عن باقي مؤسساتها ذات الطابع
السياسي والعسكري، وما اقترفته بحق الملايين من شعوب العالم تحت شعار الحفاظ على الصحة
العامة ومكافحة فايروس #كورونا جريمة وحشية بكل المقاييس لم تعهد البشرية مثلها منذ
وجودها على هذه الأرض، كان ضحاياها ملايين الفقراء البؤساء - فضلا عن مليارات الأصحاء
- الذين حُبسوا وحرموا من كسب عيشهم وتضررت حياتهم وأسرهم، بدعوى مكافحة فايروس لا
يتجاوز في خطورته خطورة الإنفلونزا الموسمية، ويتعافى منه ٩٧٪ ممن يصابون به بلا حاجة
لعلاج أصلا!
لقد تحول قطاع واسع من الأطباء في بلدانهم إلى جنرالات وضباط أمن تستخدمهم
الحكومات الدكتاتورية لفرض أجنداتها على الشعوب المغلوبة على أمرها -تماما كما تستخدم
رجال الدين- ليتضاءل أمام إجرامهم وصرامتهم ووحشيتهم عتاة الطغاة وجلاوزتهم!
لقد حاول الإعلام الموجه -في كل الدول التي قامت بمكافحة الوباء- تصوير
الأطباء على أنهم ملائكة الرحمة بثيابهم البيض لتتقبل الشعوب كل ما يصدر عنها من قرارات
جنونية وحشية باسم الصحة والحفاظ عليها!
لقد عاش العالم فيلما أسود، وكابوسا مروعا، لمدة أربعة أشهر، كان الأطباء
وقراراتهم فيها أشد خطرا على الإنسانية من الوباء نفسه!
لقد أصدروا من التشريعات الصحية التي صادرت الحقوق والحريات العامة، وحظرت
على الملايين الخروج من بيوتهم، ما لم يصدر مثله عن أشد الطغاة إجراما في تاريخ البشرية،
وصاروا يطاردون الملايين من الأصحاء فضلا عن المرضى كالوحوش الكاسرة التي تبحث عن طرائدها،
في حال من الهستيريا والجنون كان الأطباء فيها أحوج إلى العلاج النفسي والعقلي من مصابي
كورونا!
لقد كان المشرفون على تنفيذ جرائم هتلر وستالين هم علماء مخترعون وأطباء
مجرمون اتخذوا العلم والطب وسيلة لخدمة الأيديولوجيا النازية والشيوعية!
إن الطب ليس كالهندسة أو الكيمياء والعلوم الطبيعية الأخرى التي نطاق عملها
المادة والرياضيات، بل نطاق عمل الطب هو بدن الإنسان، بكل تعقيداته، أما روحه ومشاعره
وآماله وقدره وقانون حياته، وما يصلح له وما لا يصلح فردا كان أو مجتمعا فشيء آخر خارج
عن دائرة الطب والأطباء، فإذا أقحموا أنفسهم فيها أفسدوا أكثر مما يصلحون كما قال ابن
تيمية: (وقد قال الناس: أكثر ما يفسد الدنيا: نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف
نحوي، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان)!