إنه
كان ظلوما جهولا!
10 شوال 1441
2 يونيو 2020
(لا عدوى و لا طيرة)
﴿إنما طائرهم عند الله﴾
خلل واحد فقط وقع في قضية عقائدية جزئية لدى
المسلمين وهي التصديق بالعدوى التي نفاها الشارع أصلا! وعدها من أوهام الجاهلية! ترتب
عليها من التطير الذي نهى عنه الإسلام أمر جلل لم يحدث في تاريخ الأمة الإسلامية مثله!
كما روى البخاري (7/ 128) عن أبي هريرة رضي
الله عنه، قال: إن رسول الله ﷺ قال: «لا عدوى ولا صفر ولا هامة» فقال
أعرابي: يا رسول الله، فما بال إبلي، تكون في الرمل كأنها الظباء، فيأتي البعير
الأجرب فيدخل بينها فيجربها؟ فقال: «فمن أعدى الأول؟»
وكما روى أحمد في مسنده (13/ 288) عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «أربع من أمر الجاهلية لن يدعهن
الناس: التعيير في الأحساب، والنياحة على الميت، والأنواء، والعدوى، وأجرب بعير
فأجرب مائة، من أجرب البعير الأول؟» وروى (14/ 85) عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله ﷺ: «لا يعدي شيء شيئا، لا يعدي شيء شيئا»، ثلاثا، قال: فقام أعرابي، فقال: يا رسول الله، إن النقبة تكون بمشفر
البعير، أو بعجبه، فتشتمل الإبل جربا، قال: فسكت ساعة، ثم قال: «ما أعدى
الأول، لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة، خلق الله كل نفس، فكتب حياتها وموتها
ومصيباتها ورزقها».
وروى ابن حبان في صحيحه (3/ 278) عن مرة
الهمداني، عن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن للشيطان لمة، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد
بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك
فليحمد الله، ومن وجد الأخرى، فليتعوذ من الشيطان»، ثم قرأ: {الشيطان يعدكم الفقر}!
فتعطلت الحياة الاقتصادية والمعيشية، ومُنع ملايين
العمال الفقراء من العمل وكسب رزقهم ظلما وعدوانا، ومُنع ملايين المصلين من مساجدهم
وفروضهم كفرا وعصيانا، ومُنع عامة الناس من الخروج من بيوتهم وحبسوا فيها أربعة أشهر
وما زالوا، ومنعوا من زيارة أهليهم وأرحامهم، وتحولت حياة الناس إلى بؤس وشقاء وسجن
كبير لا يطاق، كل ذلك بتخويف الشيطان إياهم من المرض والموت اللذينِ يتعرضون لأسبابهما
الأخرى بشكل دائم بأكثر وأخطر من فلونزا كورونا!
وغدت حياة الشعوب التي لم تتطير ولم تخش العدوى
- كما فعلت بريطانيا في بداية الوباء والسويد وروسيا البيضاء والبرازيل والأرجنتين
وغيرها من دول العالم التي راعت قانون الفطرة والحياة الطبيعية وتعزيز المناعة الذاتية
للأجسام (مناعة القطيع) بالتعايش مع الوباء واكتساب الأجسام مناعة طبيعية منه - أكثر
استقرارا واتزانا وعقلانية ومحافظة على حريات المواطنين وحقوقهم من الدول والمجتمعات
التي استخفتها الجاهلية بعلومها المادية حتى خرجت عن حد الفطرة الإنسانية والحياة الطبيعية
في ممارساتها، حتى بلغ الأمر في دول العالم الإسلامي إلى تحريف الدين وتغييره بالفتوى
وبقوة السلطة في أخص شعائره وهي الصلوات والمساجد وهيئة الصفوف فيها ومن يسمح له أن
يصلي فيها ومن يمنع من الصغار والكبار!
﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا﴾